مدلولات الاكتفاء الذاتي

26

 بقلم : ينال البرماوي

 

الاكتفاء الذاتي من مختلف السلع الغذائية أيا كانت كميات استهلاكها عامل أساسي لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير احتياجات السوق وتفادي عوامل المخاطرة الناتجة عن الاستيراد الذي يكون عرضة دائما لتقلبات الأسواق العالمية والظروف الطارئة والمستجدة ومثال على ذلك جائحة كورونا وتداعياتها والأزمة الروسية الأوكرانية وانعدام توزان سلاسل التوريد .

منذ عقود والأردن يسعى وان كانت الخطط نظرية على الأغلب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية وتقليل الاعتماد على الاستيراد وبالتالي امكانة السيطرة على السوق وتوفير احتياجات المواطنين دون حدوث نقص واستقرار الأسعار .

وصول الأردن للاكتفاء الذاتي من مادة الثوم وتغطية الانتاج المحلي لحاجات السوق استنادا الى المنهجية التي حفزت المزارعين لزيادة المساحات المزروعة بهذه المادة الأساسية مؤشر على نجاعة السياسة الزراعية وتوجيهها بالشكل السليم بعيدا عن العشوائية التي اضرت بالقطاع الزراعي وتسببت في مشكلات متكررة من خلال حدوث نقص في بعض السلع الزراعية والاعتماد على استيرادها من الخارج وكذلك ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية .

المستغرب أن يقابل البعض تصريحات وزير الزراعة بالأمس حول الاكتفاء الذاتي من مادة الثوم بنوع من التهكم والسخرية والانتقادات التي لا تفسير لها سوى البحث دائما عن السوداوية وتجاهل الانجاز أيا كان حجمه .

الأصل النظر بايجابية وبدون سطحية لأهمية هذا الانجاز وكونه يؤشر لامكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من سلع زراعية أخرى خلال الفترة المقبلة من خلال تنويع المنتجات بما يلبي حاجة المملكة علما بأن نقص الثوم الذي شهده السوق قبل عدة سنوات وارتفاع أسعاره بنسبة كبيرة أشعل احتجاجات على منصات التواصل الاجتماعي وحولها الباحثون عن الفرص لقضية رأي عام للأضرار التي لحقت بالمستهلك من وجهة نظرهم .

زيادة المساحات المزروعة أمر ضروري خلال الفترة المقبلة على أساس تنويع المنتجات وعدم تضاربها ما يلبي حاجة السوق والمحافظة على استقرار الأسعار وتجنب العوامل الطارئة وتمكين القطاع الزراعي من مواجهة التحديات سيما الناتجة عن الفائض في انتاج بعض المحاصيل وتدني الأسعار وصعوبات التصدير في كثير من الأحيان .

ولا بد من التفكير دائما بأن سمة الاقتصاد الأردني هي زراعية بالمقام الأول وتشكل دعامة رئيسية للقطاعات الأخرى كما أن تحقيق الاكتفاء الذاتي يأتي بالتدرج والبناء على النجاح الذي يتحقق في كل مرحلة ولدينا العديد من قصص النحاح الزراعي في مختلف مناطق المملكة وعلى وجه الخصوص محافظة المفرق التي يتوقع خبراء أن تصبح سلع غذاء الأردن خلال سنوات قليلة .

اترك رد