السماعين يكتب : واجب دعم الصناعات الوطنية

42

كتب م. وائل سامي السماعين

يدخل في قطاع الانشاءات والبناء ما نسبته 40% من قيمتها الاجمالية من مواد البناء، مثل الزجاج ، والبلاط ، والالمنيوم ، والحديد والطوب والاسمنت، بالاضافة الى الاعمال الخشبية مثل الابواب والمطابخ ومواد الكهروميكانيكية وغيرها الكثير.

في الاردن لدينا صناعة قوية تشمل معظم مواد البناء وهي بمواصفات عالمية وتصدر الى معظم دول العالم، ولكن هناك تقصير واضح من القطاع الهندسي، وخصوصا المكاتب الاستشارية الهندسية في توصيف مواد البناء المحلية كبديل معتمد بدل عن المستورد.

يوجد ايضا تقصير واضح من المؤسسات الحكومية واصحاب العقارات بعدم التشديد في موضوع توصيف الصناعات الوطنية ذات المواصفات العالية في المشاريع الحكومية او الخاصة .

وما يزيد الطين بلة، هناك حملات تشويه للصناعات المحلية الاردنية ومعظم هذه الحملات نابعة عن لا وعي وعدم ادراك المواطن عن اهمية الصناعة الوطنية في كبح جماح التضخم والبطالة، فهناك اندفاع نحو كل ما هو مستورد من البسكوت مرورا بالادوية وحتى مواد البناء، والكل يلهث وراء تلك البضائع المستوردة دون وعي والمستفيد الاول هو المستورد والخاسر الاكبر هي الصناعة الوطنية، وبالتالي الاقتصاد وما يتبع ذلك من تداعيات من ضياع فرص العمل عن ابنائنا .

طلبت من الصيدلي شراء دواء فأشار علي بالمستورد، فقلت له ما المشكلة بالدواء الاردني، فتلعثم ولم يعجبني رده، وقلت له اذا كان هناك مشكلة بالدواء الاردني لماذا تعرضه للبيع فهذه مخالفة؟، المهم اشتريت الدواء الاردني، ومن هذا المنبر اطالب نقابة الصيادلة ،بالعمل على منع الممارسات الخاطئة لبعض الصيادلة من الذين يقومون بتشويه سمعة الدواء الاردني، فبدلا من ذم الدواء الاردني وكيل المديح للمستورد، اترك القرار للمشتري، هذا على اقل تقدير .

المكاتب الهندسية الاستشارية والمؤسسات الحكومية واصحاب العقارات، مطالبين ايضا باعطاء الاولية لمواد البناء الاردنية في حال كانت مطابقة من الناحية الفنية للمواصفات، فلدينا صناعات وطنية تضاهي مثيلاتها في العالم .

حملات التوعية ضرورية ويجب ان تكون مستمرة، واوصي باعفاء او خفض قيمة ضريبة المبيعات على الصناعات الوطنية التي يتم شرائها للمشاريع الخاصة او الحكومية، والمصانع التي يعمل فيها نسبة 100% من العمالة الاردنية ، من المفروض ان تمنح تسهيلات حكومية اضافية ، ويكون لبضائعها الافضلية .

من وجهة نظري ، دعم الصناعة الوطنية واجب وطني يرقى الى القداسة، خصوصا في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر فيها، وهي جزء من منظومة مكافحة البطالة، فكلما ازدهرت الصناعة الوطنية، انخفضت اعداد العاطلين عن العمل .

كونوا منحازين وبفخر للصناعات الوطنية الاردنية .

اترك رد