واشتهرت السجون في الفلبين بانتشار الفساد داخلها، فالشهر الماضي تحديدا ألقي القبض على 4 رجال يابانيين بتهم تدبير سلسلة من عمليات الاحتيال والسرقة في وطنهم من داخل مركز احتجاز المهاجرين في الفلبين، وعند تفتيش السجن الذي احتجزوا بداخله وجد المسؤولون هواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة وأموال.

وفي مثال سابق، كشفت مداهمات سابقة للسجون عام 2014 وجود فيلات فاخرة وجاكوزي وتلفزيونات، وعثر في أحد السجون على استوديو موسيقى تم بناؤه داخل الفيلا الخاصة بأحد الأثرياء في سجن بيليبيد الجديد، الذي أصدر ألبوما بيع منه 15000 نسخة.

سجن بليبيد الجديد، أحد أكبر السجون في العالم، يعاني من حالة اكتظاظ بالمساجين.

حيث قال ريموند ناراغ، أستاذ علم الجريمة والعدالة الجنائية في جامعة جنوب إلينوي: إن السجن يضم 29 ألف نزيل، على الرغم من أن سعته الاستيعابية هي ستة آلاف فقط، ففي زنزانة تصلح لـ10 أشخاص سيكون هناك 100 نزيل.

ويضيف ناراغ، الذي قضى أكثر من 6 سنوات في السجن قبل أن تكتشف المحكمة أنه متهم بالخطأ: “يُسمح للسجناء بتلقي موارد من الخارج، مثل الأدوية أو الطعام أو الملابس، ونقودا تبلغ حوالي 40 دولارا أميركيا في المرة الواحدة لكل زائر”.

وأكمل: “إذا كنت تعمل في إصلاح الأحذية بالخارج، فيمكنك مزاولة مهنتك داخل السجن ويمكنك جني المال من ذلك وإرساله إلى المنزل لإعالة أسرتك”.

ويضيف أنه على الرغم من الفوائد الإيجابية لذلك إلا أن وصول الأموال للسجناء قد يمكنهم من تقديمها للحراس لقاء خدمات معينة، بما في ذلك إحضار الأشياء الممنوعة كالهواتف مثلا.

وأكد ناراغ: “إذا كنت غنيا بالخارج، فستكون ثريا في الداخل أيضا”.

لكن بالنسبة للغالبية العظمى من السجناء، فإن الظروف سيئة للغاية.

في عام 2019، قال مسؤول طبي من مستشفى سجن نيو بيليبيد إن حوالي 5200 نزيل يموتون سنويا بسبب الاكتظاظ والمرض والعنف.

من جانبه، قال كارلوس كوندي، كبير الباحثين في قسم آسيا بـ”هيومن رايتس ووتش” “الظروف في الزنازين، مقلقة، هذا هو المكان الذي يحدث فيه الكثير من سوء المعاملة والتعذيب”.