دراسة، الفيضانات “تزداد فتكا في الدول المتقدمة، كلّما اتسعت الهوة بين الأغنياء والفقراء

38

قالت دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر” البريطانية، الإثنين، إن الفيضانات “تزداد فتكا في الدول المتقدمة، أو ذات الدخل المتوسط، كلّما اتسعت الهوة بين الأغنياء والفقراء”.

وتطرّقت الدراسة إلى الفيضانات التي ضربت دولا متقدمة أو ذات دخل متوسط بين عامي 1990 و2018، والتي تسبّبت بخسائر بشرية رغم تمتع هذه الدول بالموارد اللازمة لتجنب تداعيات الفيضانات.

ولا تزال الدول الفقيرة، وهي غير مشمولة في هذه الدراسة، تسجل أعلى نسبة وفيات جراء الفيضانات في العالم.

ماذا كشف البحث؟

البحث أظهر في عيّنة من 67 دولة، أن الدول التي لديها أكبر تفاوتات بالدخل، هي أيضا الدول التي سجلت أكبر أعداد ضحايا فيضانات.
الباحثون لاحظوا أيضا أن التفاوتات بالدخل بين الأغنياء والفقراء اتسعت في 75 بالمئة من هذه الدول في الفترة المدروسة.
كانت علاقة ارتباط هذه العوامل ببعضها قد تم إثباتها سابقا في حالات معزولة، “لكن هذه المقارنة بين البلدان تتيح لنا الآن تأكيد أنها نموذج”، بحسب ما قالت المشاركة في إعداد الدراسة، طالبة الدكتوراه في جامعة أوبسالا السويدية، سارة ليندرسون.
كيف ترتبط هذه العوامل ببعضها البعض؟

في هذه المجتمعات، يكون الفقراء أقل قدرة على مواجهة الفيضانات أو النجاة منها، بينما تتركز في الأحياء الغنية، غالبية الخدمات والموارد المستثمرة والبنى التحتية المناسبة.

مثال:

عام 2005، ضرب الإعصار كاترينا ولاية لويزيانا الأميركية، وكان العديد من القتلى الذين بلغ عددهم 1800 تقريبا، يقيمون في حي فقير للأفارقة الأميركيين قرب السدود التي انهارت.
لم يتمكّن البعض من الفرار حينها لعدم امتلاكهم وسائل نقل خاصة، فيما جرفت المياه منازل خشبية كان يسكنها البعض الآخر.
الدراسة أكدت أن الأكثر فقرا يعيشون أحيانا بشكل غير نظامي في مثل هذه الأحياء الهشة، حتى لو وُجدت قوانين تمنع بناء مساكن في مناطق معرضة لخطر الفيضانات، لعدم توفر فرص أخرى أمامهم.
ما الحل؟

الدراسة شددت على أن أحد الحلول هو “تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء”.
ليندرسون قالت: “إذا فشلنا في تصحيح العامل الأساسي للهشاشة، ألا وهو الفقر وعدم المساواة، لن نتمكن أبدا من التخلص منه”.
توصية

الباحثون دعوا جميع العلماء إلى “عدم إهمال عامل عدم المساواة في الدخل في دراسة المخاطر”، معتبرين أن وزنه أكثر أهمية من وزن العوامل الأخرى المرتبطة بمستوى التنمية الاقتصادية للبلد.
اعتبر الباحثون أيضا أن هذه المجتمعات التي تسودها تفاوتات كبيرة في المداخيل، ليست معرضة فقط لخطر الفيضانات، بل أيضا لخطر كوارث طبيعية أخرى، مثل الجفاف والأوبئة.

اترك رد