الجيش الأميركي يجري تدريبا مشتركا مع كوريا الجنوبية

14

وسط تصعيد تتفاقم وتيرته في شبه الجزيرة الكورية على وقع إعلان واشنطن وسيول وطوكيو في أبريل الماضي ما سمي “إعلان واشنطن” أو “المجموعة الاستشارية النووية” لردع بيونغيانغ، أجرى الجيش الأميركي، الأحد، تدريبا مشتركا مع نظيره الكوري الجنوبي، وذلك في أول ترجمة لتوقيع هذا التكتل العسكري.

وفي رد فعل جديد، اتهمت كوريا الشمالية، الأحد، جارتها الجنوبية وأميركا واليابان بتدشين “تحالف نووي” ضدها، مشيرة إلى أن الاتفاق بين البلدان الثلاث لإنشاء المجموعة “استنساخ حلف ناتو جديد بصبغة آسيوية”.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في كوريا الشمالية، إن التحالف ‏النووي الجديد يستهدف بيونغيانغ، وأضافت أن الجهود الأميركية مع سيول وطوكيو لتبادل البيانات حول إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يعد تصعيدا للتوترات الإقليمية المتفاقمة.

• منصة جديدة وآلية تشاور منتظمة بين البلدان الثلاث، بشأن الردع الموسع والتخطيط الاستراتيجي والتنفيذ العسكري المشترك في شبه الجزيرة الكورية.

• تهدف لتعزيز جهود مواقف الطوارئ النووية ضد تهديدات بيونغيانغ.

• أعلن عنها في أبريل الماضي خلال زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، إلى واشنطن.

• صممت على غرار هيئة تخطيط السياسات النووية لحلف الناتو.

وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع إعلان القوات الجوية الأميركية السابعة، الأحد، إجراء تدريبات عسكرية في كوريا الجنوبية شملت عشرات الطائرات الحربية، منها مقاتلة من طراز “إف 16” وطائرات الاستطلاع من ارتفاعات عالية من طراز “يو 2”.

وقال الجيش الأميركي في منشور عبر “فيسبوك”، إن التدريبات “تؤكد التزامنا بالدفاع عن جمهورية كوريا الجنوبية، وأظهرت قدرتنا على إطلاق قوة جوية قتالية بسرعة.

وتقول واشنطن وسيول إن تدريباتهما دفاعية، لكن بيونغيانغ تعتبرها بمثابة استعدادات لغزو أراضيها أو إطاحة نظامها.

وفي محاولة للتهدئة، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه يريد إجراء مفاوضات رفيعة المستوى بين اليابان وكوريا الشمالية، لترتيب قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، من أجل بحث قضية عودة المختطفين اليابانيين.

وأمام تجمع في طوكيو يسعى لعودة هؤلاء المواطنين المختطفين في السبعينيات والثمانينيات، كرر كيشيدا أنه “ملتزم بتحقيق محادثات غير مشروطة مع كيم في أقرب فرصة ممكنة”، وفقما نقلت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية.

في المقابل، نددت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي في تصريحات سابقة نشرتها وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية، بتلك الاتفاقية والتدريبات العسكرية حول بلادها، وقالت إنها:

• تعكس إرادة أكبر لعمل عدواني ضد كوريا الشمالية.

• لن تؤدي إلا إلى تعريض السلام والأمن في شمال شرق آسيا والعالم إلى مخاطر جسيمة.

• التحركات العدائية ستدفع كوريا الشمالية إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسما.

• كيم أضافت: “كلما أصر الأعداء على إجراء التدريبات الحربية النووية، وكلما زاد عدد الأصول النووية التي ينشرونها قربنا، سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس بإجراءات تماثل ما يجري”.

كانت الصين دخلت على خط الأزمة المتفاقمة، وحذرت واشنطن وسيول من “إثارة مواجهة” حليفتها كوريا الشمالية.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ مؤخرا، إنه “يتعين على جميع الأطراف مواجهة جوهر قضية شبه الجزيرة الكورية والقيام بدور يعزز تسوية سلمية لها”، داعية إلى وقف “الإثارة المتعمدة للتوترات والمواجهة والتهديدات”.

ويقول الخبير والمحلل الاستراتيجي الأميركي بيتر أليكس، إن “إعلان واشنطن” سيساهم في ردع التهديدات الكورية الشمالية، لكنه ليس اتفاق مشاركة نووية.

وأضاف أليكس أن هدف الاتفاقية تعزيز الشراكة بين الحلفاء الاستراتيجيين بمنطقة المحيط الهادئ وشرق آسيا، كما أنها تهدف إلى:

• تعزز الردع الأميركي، لا مشاركة الأسلحة النووية بين واشنطن وسيول.

• معالجة التهديدات المتطورة والنووية لكوريا الشمالية.

• تعزيز شراكة سيول وواشنطن للرد على تحديات واختبارات الصواريخ الكورية الشمالية.
وأضاف
• الصين تعتبر الخصم الاستراتيجي الأول لأميركا.

• واشنطن تتبنى سياسة “شيطنة روسيا والصين” لتأليب الرأي العام العالمي ضدهما.

• أميركا تسعى لتشكيل تكتلات سياسية وعسكرية واقتصادية مثل اتفاقية “أوكوس” وتجمع “كواد”، وآخرها “المجموعة الاستشارية النووية” بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يثير التوترات ويخلق بؤرا ملتهبة لصراعات طويلة الأمد.

• كوريا الشمالية صارت قوة نووية بالفعل منذ التسعينيات، وتستخدم الأسلحة النووية بشكل رادع لإبعاد أي طرف يحاول التدخل في شبه الجزيرة، كما أن بعض تحركاتها تأتي بإيعاز من الصين.

اترك رد