دراسة تدعو لتعزيز الوعي بالسلامة الرقمية للأطفال وذويهم
أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة إنقاذ الطفل الأردن، أن 15.8 بالمئة من الأطفال (10 – 17 عامًا) تعرضوا لأحد أشكال الإساءة الرقمية، في اطار التحديات المرتبطة بالتنمر وقرصنة الحسابات الرقمية، والابتزاز التي يواجهها الأطفال في العالم الرقمي.
وكشفت الدراسة، التي أعلنتها المؤسسة اليوم الإثنين بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف في العشرين من الشهر الحالي، عن فجوة كبيرة في وعي الأهالي حول تعرض أطفالهم للعنف الرقمي، اذ أظهرت أن نحو 75 بالمئة من أولياء الأمور الذين أفاد أبناؤهم بتعرضهم للعنف الرقمي لم يكونوا على دراية بذلك.
وأظهرت الدراسة تدنيًا في استخدام تطبيقات الرقابة الوالدية على الإنترنت، إذ أفاد 9 بالمئة فقط من الأهالي باستخدامها، بينما اعتمدت الغالبية على توعية أبنائهم كوسيلة لحمايتهم رقميًا.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة إنقاذ الطفل الأردن دانا عريقات، إن إجراء الدراسة جاء لأهمية التجارب الرقمية للأطفال والمخاطر المرتبطة بها، موضحة أن نتائج الدراسة تُعد مدخلًا أساسيًا لمشروع الحقوق والسلامة الرقمية للأطفال الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة، بهدف إعداد خطة تنفيذية وطنية تضمن الحقوق والسلامة الرقمية للأطفال، خاصة مع تزايد استخدام الإنترنت من قبلهم بعد جائحة كورونا.
كما أظهرت الدراسة أن 76.7 بالمئة من الأطفال في الفئة العمرية 10-17 عامًا يصلون إلى الإنترنت يوميًا، فيما ارتفعت النسبة إلى 86.5 بالمئة في الفئة العمرية 16-17 عامًا، دون وجود فروق ملحوظة بين الجنسين في هذا السياق.
وفيما يتعلق بالأهالي، أفادت الغالبية منهم بحسب الدراسة، بتركيزهم على توعية أطفالهم بأساليب الاستخدام الآمن للإنترنت، اذ أفاد 57.4 بالمئة من أولياء الأمور أن أطفالهم يساعدونهم في استخدام الإنترنت المخاطر والتحديات، وحرصهم على التواجد معهم أثناء التصفح، فيما قال 9 بالمئة منهم فقط إنهم يستخدمون تطبيقات الرقابة الوالدية، مقابل 7.8 بالمئة اشاروا إلى حجب المواقع غير الملائمة.
وكشف الأطفال، بحسب نتائج الدراسة عن أن مرتكبي التنمر الإلكتروني غالبًا ما يكونون أفرادًا معروفين لهم، مثل الأصدقاء وزملاء المدرسة أو حتى الأقارب، فيما اظهرت أن غرف الدردشة في بعض الألعاب الإلكترونية تشكل مصدرًا للتنمر اللفظي.
وبحسب الدراسة، فإن المنصات الأكثر استخدامًا يصدرها موقع يوتيوب بنسبة 22.6 بالمئة، تلاه إنستغرام وفيسبوك والمنصات التعليمية ومحركات البحث بنسبة 12 بالمئة لكل منها.
وفضل 35.6 بالمئة من الأهالي بحسب توصيات الدراسة، التدخل من خلال قطع الإنترنت عن المنزل أو مصادرة الهواتف من ابنأئهم، فيما دعا 23.5 بالمئة إلى إيجاد آلية لحجب المواقع غير المناسبة لأطفال استباقيًا، و15.2 بالمئة إلى استخدام التطبيقات الآمنة وبرامج الرقابة الوالدية.
وأوصت الدراسة بضرورة تصميم برامج توعية بأساليب عصرية، مثل أفلام الأنيميشن، والاستعانة بالمؤثرين الرقميين، وتفعيل دور المدارس من خلال المسرحيات التدريبية، وتأهيل مدربين من اليافعين أنفسهم لتقديم التوعية لزملائهم، ونشر أرقام الهواتف والخطوط الساخنة للإبلاغ عن العنف الرقمي.
واستخدمت الدراسة منهجًا مختلطًا لجمع البيانات وتحليلها، شمل مراجعة الأدبيات السابقة والاعتماد على أسلوبي التحليل النوعي والكمي.
التعليقات مغلقة.