الأردن يطالب بإنهاء “الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأحد، إن إسرائيل وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال تتحمل مسؤولية الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما تسبب من عنف وقتل ودمار ومعاناة.

وأضاف الصفدي خلال جلسة مفتوحة في مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، “يجب للظلم التاريخي الذي يتعرض إليه الشعب الفلسطيني أن ينتهي”.

“يجب أن يتوقف التصعيد بوقف العدوان على غزة، وبوقف جميع الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي فجرت أساسا هذا التصعيد في القدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية”، وفق الصفدي.

وطالب الصفدي بالتحرك الفوري لتحقيق ذلك، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

ورأى وزير الخارجية أن ما تؤكده الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية هو استحالة استمرار الوضع الراهن من تكريس للاحتلال وغياب لآفاق زواله وفقدان للأمل بتحقيق السلام العادل الذي تقوض الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فرصه.

وأكد الصفدي على أن السلام العادل والدائم خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية لكن السام لا يتحقق ببناء المستوطنات التي تقوض حل الدولتين وتشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والسلام لا يتحقق بمصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

“السلام لا يتحقق بهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم من بيوتهم … وبالتأكيد لا يتحقق السلام بمحاولة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وبالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف) الذي يشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونم مكان عبادة خالص للمسلمين وفق التاريخ وقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك قرارات منظمة يونيسكو”.

وجدد الوزير التأكيد على أن القدس ومقدساتها خط أحمر ويشكل العبث بها لعب بالنار واستفزازا لمشاعر نحو ملياري مسلم.

وحمل الصفدي إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس في مدينة السلام ومقدساتها.

وقال إن “الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات مهمة أسمى يكرس جلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على هذه المقدسات كل إمكانات الأردن له”.

واعتبر أن حماية القدس والمقدسات والحفاظ على هويتها شرط لحماية فرص السلام، وقال “يجب أن يتحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم ويلزموا إسرائيل باحترام حقوق أهالي حي الشيخ جراح في بيوتهم”.

“فوفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يعامل المقدسيون معاملة السكان المحميين وتهجير أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم سيمثل وفق القانون الدولي جريمة حرب … ووفق القانون الدولي أيضا وقرار مجلس الأمن رقم 478 للعام 1980 لا سلطة للمحاكم الإسرائيلية في القدس المحتلة”، وفق الصفدي.

وقال وزير الخارجية إن الاحتلال هو مصدر الصراع وهو أساس الشر كله والاحتلال السلام نقيضان لا يجتمعان ويتحقق السلام بزوال الاحتلال وباحترام حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة والحرية وفي الدولة المستقلة ذات السيادة.

فوق القضية الفلسطينية فهي أساس الصراع وحلها على أساس حل الدولتين الذي يجسد دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الـ 4 من حزيران عام 1967 وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تستحقه المنقطة والشعوب كلها”.

“لتحقيق ذلك يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا ولا بد إيجاد أفق حقيقي وإطلاق مفاوضات جادة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل، وستبقى المملكة الأردنية الهاشمية تعمل معكم جميعا قوة وشريكا من أجل السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق وتقبله الشعوب”، وفق الصفدي.