خبير علم جريمة يوضح لـ”الأردن اليوم” مسببات جرائم القتل المتتالية

الأردن اليوم- قال أستاذ علم الاجتماع والجريمة حسين محادين، إن تغييرات جوهرية عميقة مر بها المجتمع الأردني خلال السنوات الأخيرة، مما أنتج لديه عوامل متفاعلة منها؛ تراجع الثقافة الدينية والأخلاقية التي كانت تشكل ضبطًا قَوِيًّا لسلوك الأفراد من كلا الجنسين، والتي كانت تحكم الفرد بطرق تعامله مع الآخرين سواء جماعة أو مؤسسات في المجتمع.
محادين أضاف لـ “الأردن اليوم” أن وجود حالة الانفتاح والقيم الفردية التي جعلت بعض الأفراد يشعرون وكأنهم ذرات هائمة في الفضاء، يعيشون إحباطهم ويشعرون بالاضطراب مع أسرهم وان من يحيط بهم في مناطقهم المحلية هم بعيدون عنهم بالإحساس والتكافل والترابط.
وعن البطالة أوضح محادين أن النسب المرتفعة تقود إلى الفقي بأنواعه ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي البصرية عملت تزويد بعض مرضى النفوس المحبطين من تفريغ أمراضهم وخبراتهم في الطفولة القاسية منحتهم فرصة لتقليد غيرهم بأفعال عنيفة تبقى ذروتها وخطورتها تصل إلى القتل.
وأشار إلى أن الجرائم لها عوامل مشتركة حيث يتبين أن الجرائم موجهة ضد النساء باختلاف أعمارهن وحالاتهن، إضافة إلى أن الجرائم تتناول الأطفال وتمثل نمطًا جديدًا من الجريمة لم يكن معلوما من قبل، مضيفًا إلى أن بعض الجرائم وقعت للدائرة الأولى للجناة والمجني عليهم.
محادين أوضح إلى أن الجرائم لم تقتصر على العاصمة فقط وإنما يحصل بعضها في المناطق الأخرى خارج حدود العاصمة، ما يعني أن القضية ليست قضية مجتمعية في منطقة معينة بل على المجتمع كاملًا، إضافة إلى التساؤلات التي تقف بعد كل جريمة على لسان المواطنين ماذا سيحصل لمرتكب الجريمة “الجاني” وما هي العوامل التي توصل إلى التحقيق، التي تكمن لتطمئن المواطنين وتهدأ من روعهم وتخفف من حدة المواقف.
أكد محادين إلى أن الجريمة موجودة في كل مجتمعات حول العالم، ووجودها في الأردن لا يعني أننا نعيش وسط غابة، ولكن هي علاقة طردية تزداد مع زيادة عدد السكان، ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت المعلومة في متناول المتابع لَحْظِيًّا، لذلك أصبحت الجريمة في أنفس المرضى النفسيين وكأنها أمر طبيعي.