البطاينة يكتب : نتائج حسب الطلب ! واستطلاعات الرأي لا تعكس الواقع الحقيقي في الاردن.

كتب المهندس سليم البطاينة

نُطالع من حين لآخر نتائج استطلاعات للرأي داخل الاردن نتقبل بعضها على مضض ونشكك في بعضها أحياناً وهنا لن أخجل أو أجامل فإني أشك وأشكك بالفرضية التي تقول أن كل استطلاع للرأي العام يمكن أن يكون له معنى أو مصداقية، وأشكك أيضاً في حقيقة وجود إنتاجاً للرأي العام داخل الاردن، فليس هناك فرضية صريحة حول وجود اجماع حول القضايا، فغالباً ما يتم تحدي استطلاعات الرأي بطابع السؤال ! فالرأي العام لا يعني الكثير عندما تكون الحقيقة موجودة.

لكننا في الاردن وعلى النقيض من كل دول العالم يكون استطلاع الرأي وطرح السؤال يجعل من الناس لا يسألون ولا يفكرون ! حيث أن الأسئلة التي تُطرح لا يتم تنفيذ تفسير الإجابات لها، فاستطلاعات الرأي العام في أشكالها الحالية هي أداة حمقاء للعمل السياسي ، والغرض منه أخفاء حقيقة بؤس وضياع الرأي الشعبي العام في قضايا أخرى.

وانطلاقاً من مقولة أن الرأي العام دائماً هو نوع من الحقيقة المزدوجة، فلا بد من التفريق ما بين استطلاع رأي عام يستهدف التعرف السريع حول قضية معينة ، فهذا النوع من الاستطلاع لا يعطي نتائج متعمقة عن اتجاهات الراي العام وبين قياس شدة الرأي العام وعمقه إزاء القضية … فعند صياغة الأسئلة قد يحدث الخطأ في السؤال، وربما يكون السؤال مصمماً بحيث يوحي بأجابة محددة يرغبها صاحب الأستطلاع أو منفذه ، فهؤلاء يؤثرون بصورة عامة على مجال الافكار والاتجاهات.

فعلى صعوبة ما نحن فيه الآن إلا أنه كفانا سياسة الفعل ورد الفعل !! والى متى هذه السياسة التي لم نجن منها إلا تفاقم المشاكل وزيادتها، فكثيراً ما نسمع عن استطلاع رأي هنا واستطلاع هناك حيث ان النظرية تعكس التجريد، فكيف لنا أن نقيس مواقف وإتجاهات الأردنيين تجاه القضايا المختلفة التي لا يستطيع أياً كان التحدث بها، فعلى ما يبدو أن هناك موجة من الغبار تحجب الحقيقة الفعليه للواقع الأردني ، وتؤسس لنتائج حسب الطلب.

لا أستطيع ان أكون متاكداً من نتائج مثل هذه الاستطلاعات لرأي الشارع ولا يمكن التأكد بصورة حقيقية من حجم الرفض … فإلى أي حد تعبر أستطلاعات الرأي التي تُجرى داخل الأردن عن الحقائق والوقائع ؟ وإلى أي مدى تعكس وجهات نظر الناس الحقيقة ؟ وهل تلعب تلك الأستطلاعات دوراً في تضليل الناس ؟

رئيسي