تخالج الإنسان مشاعر إنسانية ينبري لها بإبداع فني يحاول من خلاله التعبير عما يعيشه وما يكابده في حياته اليومية، وعادة ما تتجسد هذه الإبداعات في أغانٍ موسيقية، أو قصص روائية أو رسومات تشكيلية.
لم يشذ الفنان التشكيلي أحمد المستاري من الجزائر عن هذا المسار، بعد أن قرر مسك الريشة واللوحة للتعبير عن ما يعتريه من مشاعر.
من رحم المعاناة وقلب التحديات تولدت طاقة شبابية وموهبة خارقة في الرسم على الألواح، استطاعت أن تصنع لنفسها اسما، بعدما تحول من رسام مغمور بالمؤسسات التربوية في ولاية سيدي بلعباس غرب الجزائر، إلى فنان مطلوب في المحافل الوطنية والدولية.
ويمثل ابن بلدية سيدي علي بوسيدي بولاية سيدي بلعباس مرجعا للسائرين في طريقه، وذلك للإبداع الفني والذوق الرفيع الذي يتمتع به في الرسم على الألواح، حيث تخطت شهرته حدود الرقعة الجغرافية التي يقطن فيها.
صراع المشاعر
بكثير من الحب يتحدث “القيصر” – كما يطلق عليه- عن الفن الذي يمارسه منذ عقود من الزمن، فيقول لـ “العربية.نت” إنه “الاحتواء اللا اعتيادي وصراع استنزافي لمشاعر واختلاجات إنسانية وسيكولوجية في وعاء مجتمعي لا يزال يراهن على كيفية النهوض، حيث عدمية الحوار”.
بالنسبة لـ”القيصر” فإن ريشة الرسم هي ملكة الروح التي يختلي بها في روحانيته، فلا غرابة في أن تتم غالبية رسوماته بإبراز الطبيعة والموروث الثقافي الذي تزخر به الجزائر، على غرار الأماكن السياحية والألبسة التقليدية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، مثل قصبة الجزائر بالعاصمة، وقلعة المنصورة بتلمسان غرب الجزائر، حيث يقول”بالنسبة لي الفن هو استركان خفي وجد خفي بين الأضلع أتراءى به للعالم جليا… الفن بالنسبة لي لا هو هواية ولا وسيلة لأقتات منه بل هو رسالة لابد أن تتجلى للسائلين شغفا وردفا بالمضي ولعا.
حلم
بعد سنوات من العطاء في الفن التشكيلي، تضمنتها مشاركات دولية رفعت اسم الجزائر عاليا في أقوى المعارض، يحلم “أحمد المستاري” بإنشاء مدرسة خاصة تهتم بالرسم على الألواح، وتكون كفضاء لتأطير الشباب أصحاب المواهب “طموحاتي هي إنشاء مدرسة خاصة بنا نتركها أثرا حميدا للقادمين”.