الوطن العربي: اختراق مفصل الاعلام من قبل مرتزقة وقوارض ارتزاق !

بقلم المهندس سليم البطاينه

 

يقول المستشار القانوني الليبي عبد السلام شقير: التاريخ سيذكر ان الإعلام الفاسد لعب أسوأ الأدوار في لحظات تاريخية يحتاج فيها الوطن الصدق والنزاهة والحياد والموضوعية.

 

ما من مهنة إلا ويوجد فيها مرتزقة يمارسونها للتسلق والكسب غير المشروع ! ولا يهمهم النهج الذي يسلكونه ،،،، لكن بالتأكيد مرتزقة الاعلام هم الاسوأ من بين أنواع المرتزقة خاصة إن ارتبط الأمر بقضايا الشعوب وحرياتهم ،،،، لأن المرتزق يمارس أقذر السلوكيات من تزوير ومخالفة ضمير وقلب معلومات وإخفاء غيرها.

 

بالتأكيد ؛ إن أجبن أنواع المرتزقة هم العاملون في حقل الإعلام ! فهم دوماً يجلسون على دكة الثرثرة العبثية ويظهرون في وقت الأزمات و ينحازون لمن يدفع أكثر ،،، رخيصون ولا يمكن لهم أن يكونوا غير ذلك حتى مع التقادم لأنهم يعرفون الثمن لا القيمة.

 

هؤلاء الذين تسلقوا على سلم الإعلام وهم لا علاقة لهم بالمهنة ، يأتون بأشكال وطرائق مختلفة وتهبط لغاتهم لفضاً ومعنى إلى أدنى مستويات من لغة الشوارع، وهم أقل قدراً ان تتم الكتابة عنهم، فالحديث عنهم له أهمية لا تَخفى من باب المكاشفة و توصيف وتشخيص المشهد.

 

المغتصبون للمشهد الإعلامي اقتسموا الأدوار والمهام لوضع خرائط طريق تتوازى مع ما تجود به الأحداث والمناسبات للنفخ في هيكلها وتضخيمها، وامتطوا صهوة محفل ليسوا أهلاً له ، ولوثوا مفاهيم كثيرة ! وتسيّدوا مشهداً هم أقل بكثير من ان يتسيدوه ،، وسخّروا أنفسهم للحديث في كل شيء.

 

في الاعلام لا يهم المرتزق ما يقول وما يكتب ،وليس شرطاً ان يكون أعلامياً فقط ، بل من الممكن ان يكون سياسياً أو نائباً أو حزباً سياسياً … الخ.

 

جميعهم بلا أخلاق وبلا كرامة ،، فهم شخصيات هلامية تتقاذفها الأمواج باتجاهات متضادة تنقاد ولا تُقود، لا يهمهم إلا ان يكونوا أنيقين يعيشون في بيوت فارهة ويركبون سيارات جديدة ! مثلهم مثل مرتزقة العصابات ! لكن الفارق الوحيد أنهم لا يحملون مسدسات.

 

يعيشون من دون ولاء ثابت ولا يمكنهم الوقوف مع صاحب الحق ! ولا شيء سوى المال ،، والمال الذي يأخذونه يقابله ما يطلبه الذي دفع مهما كان نوع الطلب ،،،،، يصفقون حسب الدفع ويبيعون أنفسهم عشقاً في العبودية التي تربّوا عليها ،، وهذا النوع يخسر كل شيء.

 

لا أحد يستطيع الاختباء خلف إصبعه فهم مكشوفون، ويمكن رصدهم بسهولة. وليس مستغرباً أن نراهم بكثرة في الأيام القادمة ! فحالة التيه السياسي التي نعيشها في البلاد العربية أفقدت الكثير من الإعلاميين للأسف بوصلة العمل الإعلامي الرزين ، وخلقت لنا مرتزقة بحيث تخلى الكثير منهم عن العقلانية المنتجة للمعرفة السياسية ،،، الأمر الذي يستوجب من الإعلام العربي تنظيف نفسه من المتسوّلين اليوم قبل الغد.

 

إن الشعوب التي لا تملك وعياً قد تصبح يوماً قطيع غنم يسوقه إعلام لا يملك ضمير ،،،،، فالإعلام المرتزق هو الذي يثير الفتن داخل الدولة نفسها وبين مكوناتها واطيافها،،، والاعلامي الفاسد هو الذي يحمل رسائل من هذا النوع،،، فعندما نتكلم عن الإعلام فنحن نتحدث عن الكاتب في صحيفة ، والمذيع في قناة ، ومقدم البرامج الفضائية والإذاعية ،،، وعن السياسات التي تتبعها قنوات ومواقع إخبارية وصحف يومية.

رئيسي