في نهج حكومة الخصاونة “روح وصفي” حاضرة بيننا

كتب محمد المشاقبة :
في الامس وفي بيت عزاء احد الاردنيين وفي ركن الصالة الواسعة فتح نقاش بين عدد من الاشخاص لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة حول نهج الحكومة ومبررات التعديل الوزاري الاخير ودخول الوزراء الجدد الى الحكومة سواء من كان وزيرا سابقا او من اتى لاول مرة .
ما تم من نقاش في تلك الجلسة دفعني للكتابة وتناول ما يطرحه البعض عن نهج الحكومة وتحديدا مسلكيات الرئيس ولعل جملة ( روح وصفي ) ويقصد قائلها روح الشهيد وصفي التل حاضرة بيينا في فكر ووجدان الرئيس الدكتور بشر الخصاونة جعلتني اتمسك بأبعاد ومعاني هذه الجملة ونحن نتطلع للرئيس الخصاونة بإعتباره الاقرب الى مشاكل الناس وهمومهم وانه صدقا “روح وصفي “مسكونة في داخله عندما ننظر الى سعيه الدؤوب في تخفيف اثار المعاناة الاقتصادية على الناس والتي اججت امواجها حكومات متعاقبة وقلت لمحدثي انه يسجل للرئيس بشر الخصاونة انه لم يشرع او يقونن اي ضريبة جديدة على الاردنيين .
في الحقيقة كان في نيتي ان اكتب حول مقاربات في النهج والرؤية الاقتصادية والاجتماعية ومدى ملامسة النهج لمعاناة المواطن …. مقاربات بين نهج الشهيد وصفي التل والدكتور بشر الخصاونة والذي اذا اردنا الانصاف علينا القول ان الخصاونة امتداد طبيعي وحقيقي لنهج وصفي التل الذي ما زال حاضرا في وجداننا . ولعل الحديث عن الاستقامة ونظافة اليد والرؤية فهما يتقاربان معا .
ولكن بعد اطلاعي يوم امس على مقالات بعض الكتاب وخصوصا احدهما وهو يستل نباله ويشهر سيفه على رقاب المجتمع ويقول جاء التعديل السابع فخسر الوطن وفاز الرئيس مما دفعني الى تغيير منحنى مقالي للعودة مجددا للكتابة حول مبررات واهمية التعديل الوزاري الاخير فيخطئ من يظن ان رئيس الوزراء هو وحده صاحب القرار في شكل التعديل الوزاري لاي حكومة فمن المعروف ان الاردن بلد مؤسسات وهناك تشاركية في صناعة القرار بقيادة جلالة الملك ومن الطبيعي ان يكون هناك تجاذبات واراء تستقر اخيرا لمصلحة الوطن .
ورئيس الوزراء هنا هو اخر من يبحث عن فرصة شعبوية او حظوة او موطئ قدم له عند النخب والصالونات السياسية فالرجل تكنوقراطي ودبلوماسي وسياسي وتدرج في وظائف ومناصب الدولة ويسجل له انه وطيلة عمله في الوظيفة لم ينخرط لا هو ولا احد من عائلته الضيقة في قطاعات البزنس والاعمال ولا في نادي النخب والصالونات السياسية ولأمانة القول فإن التعديل الوزراي الاخير على الحكومة جاء ليشكل فرصة ثمينة من فرص نجاح واستمرارية جهد الحكومة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية تحديدا فإذا ما نظرنا الى خبرات وسيرة الوزراء الجدد نلمس قصص نجاحهم في عملهم وتخصصهم ويشكلون مجتمعين اضافة نوعية لتشكيلة الحكومة برمتها .
في ضوء ما تقدم وبكل امانة يبقى السؤال ماذا خسر الوطن في هذا التعديل ؟
وبماذا فاز الرئيس ؟
من يقول ان التعديل خسارة للوطن وان التعديل فوز للرئيس ما هو الا جاحد وصاحب اجندة واهواء ومصلحة ضيقة لا تخدم الوطن ولا ابناء الوطن .
فالنقد الموضوعي مباح ومرحب به ولعل رئيس الوزراء في الامس القريب عندما تم مناقشة قانون الجرائم الالكترونية في مجلس الامة كان يتحدث بكل صراحة ان النقد الموضوعي لرئيس الوزراء وللحكومة مرحب به وسيكون مصدر للنقاش والاسفادة منه .
ولكن ان ينبري احدهم ويسل نباله ويشهر سيفه في وجه الناس والحقيقة لمصلحة ذاتية فهذا امر خارج سياق ادب واخلاقيات وسلوكيات الصحافة المحترمة .
فالخصومات لا تستقيم على هذا الشكل فالحرية الصحفية المصونة لا تعطي اصحابها الحق الشرعي بالتجني والرجم وكما يقول المثل العامي ( مراجدة حجار )

رئيسي