الانتخابات النيابية تفتح بوابة المحافظات لفايروس كورونا على مصراعيه

81

فتح الحدود البرية على مصراعيها دون رقابة أو حتى متابعة، مراحل عودة الأردنيين من الخارج، المغامرة والمقامرة بعودة المدارس رغم التحذيرات الأمنية، غياب الرقابة على إقامة المناسبات الاجتماعية التي تم منعها، التخبط والتضارب باتخاذ القرار والتصريحات الحكومية، هذه معطيات وأسباب بات من المعروف لدى الجميع أنها وراء ما نشهده من ازدياد كبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا في المملكة.
لكن هناك ما هو أخطر من كل ما ذكر وساهم باتساع رقعة انتشار الوباء، ويتم تجاهله من قبل الحكومة بقصد أو غير قصد، فالانتخابات النيابية، وما يتبعها من تجمعات للمرشحين وإجراء انتخابات داخلية وغيرها من المظاهر الانتخابية الاعتيادية التي لم تتغير، كانت سبب في تسجيل إصابات في غالبية محافظات المملكة، وتحول العديد منها إلى بؤر بات من الصعب ملاحقتها أو حصرها.

المظاهر الانتخابية التقليدية غائبة بالعلن وفاعلة بالخفاء
تغيب المظاهر الانتخابية التقليدية عن المدن والقرى المختلفة، فلا نرى المقرات الانتخابية الكبيرة في الشوارع، ولا العزائم واللقاءات المستمرة للتشاور والتأييد، لكن هذا المشهد الغائب، أصبح يحدث داخل المنازل أو القاعات المغلقة، هكذا يرى مراقبون المشهد الانتخابي في البلاد.
المراقبون أكدوا أن اللقاءات النيابية والانتخابات الداخلية التي تجري عادة في محافظات المملكة كافة، تكون مزدحمة في غالب الأحيان دون رقيب أو حسيب ، لا بل وتغيب عنها أبسط اجراءات الوقائة، كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

الانتخابات البرلمانية أخطر من الانتخابات النقابية !
قبل نحو شهر أصدرت الحكومة كتاب يلغى بموجبه إقامة الانتخابات الخاصة بنقابة المحاميين بسبب الوضع الوبائي المتردي، وهذا الكتاب وإن كان مخصصا لنقابة المحاميين، إلا أنه يعد رسالة بإلغاء أو تأجيل الانتخابات النقابية في المملكة بشكل عام كما حدث مع نقابتي الصحفيين والفنانيين، بحسب ما أكد عدد من النقابيين لـ الأردن اليوم.
إلغاء الانتخابات النقابية، وأي انتخابات أو مناسبات من شأنها فتح المجال أمام التجمعات الكبيرة، يعني أن تلك التجمعات تشكل خطورة على المتواجديدن فيها والمجتمع عموما وتزيد من الضغط على القطاع الصحي كذلك وفق الحكومة.
ويرى مراقبون أن هذا الأمر يظهر أيضا تناقضا وتخبطا حكوميا في ما يتعلق بإصرارها على إجراء الانتخابات النيابية على الرغم من ضخامة حجمها وحجم تجمعاتها مقارنة من الانتخابات النقابية التي تكون أعداد المشاركين فيها قليلة نسبيا.

التجمعات الودية الأخطر صحيا ووبائيا
أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية حسين خزاعي، أكد أن انتقال عدوى الفيروسات، ترتفع بنسبة مضاعفة عن اللقاءات العائلية أو الودية بين المعارف والأصدقاء، مقارنة مع اللقاءات التي تكون في الأسواق أو المحال التجارية.
ففي اللقاءات التي تحدث عادة ضمن الحملات الانتخابية في الأردن، يكون الحضور في الغالب من الأهل أو الأقارب أو أبناء العائلة الواحدة أو العشيرة، وهذا يعني وفق الخزاعي مزيدا من التقارب بين الأشخاص، وتبادل السلام والقبلات، التي تعكس بحكم عاداتنا وتقاليدنا الود والحب للطرف الآخر.
لذلك يؤكد الدكتور الخزاعي أن التخفيف من اللقاءات الاجتماعية الأفراح والأتراح والانتخابات بكل أشكالها، من شأنه التخفيف من سرعة انتشار الفيروس القاتل بشكل خطير.

اترك رد