عندما تعظ الثعالب

94

عندما تعظ الثعالب
من حول حليب المزرعة لهؤلاء الثعالب ؟
من رباهم وسمنهم ليتحكموا برقاب العباد؟
اين انت يا صاحب الولآية العامة ؟
اين انت ايها الشعب الحر عن هؤلاء؟

 بقلم : سليمان نصيرات

لقد ابتلينا في هذا الوطن بعدد من الاشخاص اللذين تصدروا سدة القياده في العقدين الماضيين , ولم يكونوا في يوم من الايام رجال دوله بما تحمله هذه الكلمه من معنى , وانما كانوا ينظرون الى الموقع والكرسي على انه مغنما وليس خدمة لابناء الوطن ورأوا المنصب تشريفا لا تكليفا , لقد اخذوا من الثعالب صفة المكر والخديعه وقد مكروا في هذا الشعب.

لقد ابتلي هذاالشعب بعددمن الماكرين الذين يغيرون جلودهم ومبادئهم تبعا لتغير مصالحهم ، ويظهرون عكس ما يبطنون ويتصدرون المنابر والمجالس ويتاجرون بالشعارات الفارغه وافعالهم الدنيئه ماثله للعيان ، والذين تعودوا القفز من سرج الى سرج كلما تغيرت الظروف .

انه مما يثير الاسى في النفس اننا نرى العديد من هؤلاء الفاسدين ممن اعتدوا على المال العام ، سواء اكان المال العام ، نقدا ام اراض للدوله ام مصالح اكتسبوها بحكم الوظيفه او تعيينات للاقارب والمحاسيب على حساب العداله وتكافؤ الفرص يتصدرون المواقع الأمامية في الدوله الأردنية.
وانه من الطريف ان هؤلاء عند الكلام عن الفساد يكون لهم الصوت الاعلى ، وعند الحديث عن المحسوبيه فهم اكثر الناس استقامه ، وعند الكلام عن الوطنيه فهم الوطنيون الذين لايشق لهم غبار. .

ان امثال هؤلاء من المخادعين مكشوفين تماما ولكنهم يتسترون تحت عباءة مهترئه يحاولون من خلالها ستر عوراتهم ، ولسوء حظ شعبنا الطيب فان هؤلاء وفي غفلة من الزمن تمكنوا ان يصلوا الى مواقع قياديه مهمه ومؤثره سواء في الجانب السياسي او الاقتصادي او التشريعي وغيره ، وكانوا مسؤولين مسؤليه مباشره عما آلت اليه الاوضاع الحاليه من تدهور..
انا نشد على ايدي اية حكومه تشرب حليب السباع وتجرؤ على التصدي لهولاء الفاسدين المجرمين بحق الشعب , من اجل تجفيف ما يطلقون عليه منابع الفساد التي اصبحت بحورا تبتلع ثروات هذا الشسعب الصابر ، واننا نطالب ان تطال يد العداله هؤلاء الفاسدين طال الزمن ام قصر , اذا توفر القرار السياسي ونحن نسمع كل يوم انه متوفر .

ان بقاء الفساد والفاسدين بعيدين عن يد العداله سيشجع الفاسدين على الاستمرار بفسادهم ، وهذا سيضع امننا السياسي والاقتصادي والاجتماعي في خطر ، وهذا يعني ان رقعة الفقر ستتسع ، وان المديونيه ستتراكم ،  ان شعبنا الطيب يستحق قيادات نظيفه وجريئه ومجربه لقيادته الى الامام في الوقت الذي يقوم به مثل هؤلاء بشده اما للخلف او سحبه نحو القاع .

ان هؤلاء الفاسدين يرون الوطن فندقا ، او كرسي دوار ، او شنطه ودفتر شيكات وحسابات في بنوك خارج الوطن .

ان امن الدوله والنظام السياسي في خطر، وان ظروف سياسيه واقتصاديه صعبه جدا قادمه ، وان استمرار هذه الفئه بتصدر الساحه بدون اجراءات تصحيحيه شامله وتغيير جذري لهذه النخب الفاسده سيهدد اساسات الدوله الاردنيه ، واني اعتقد ان الظروف الحرجه التى يمر بها الوطن مع وجود شريحه واسعه تحت خط الفقر , وتهاوي الطبقه الوسطى ,ووجود مئات الالاف من الجامعيين العاطلين عن العمل، تنذر بشر مستطير .

ان الشعب الاردني الطيب يعتقد انه آن الاوان لمواجهة هذا الموضوع بكل حزم ، وان يتم التصدى لهذه المعاضل التى تواجه الوطن من قبل أبنائه المخلصين ، وعلى من اوصلونا الى هذا الوضع ان يتنحوا جانبا ، فمن كان سببا في هذه المشكله لايمكن ان يكون نفسه قائما على حلها .

ان في هذا البلد رجال يستطيعون ان ينهضوا به اذا اتيحت لهم الفرصه بعيدا عن مكر اصحاب دكاكين السياسه الذين لايجيدون سوى المكر والخديعه واطلاق الشعارات الفارغه ، وفي النهايه فانني اعود الى بداية المقال واقول لامثال هؤلاء من الماكرين المخادعين ما قاله امير الشعراء احمد شوقي
في قصيدته الثعلب والديك .
برز الثعلب يوما في شعارالواعظيينا
فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله. اله العالمييييييييينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصح فيينا
فاتى الديك رسولا من امام الناسكييينا
فاجاب الديك عذرا يا اضل المهتديييينا
بلغ الثعلب عنييي عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعيينا
مخطئ من ظن يوما. ان للثعلب ديييينا

اترك رد