جابر لم يجبرها

121

الأردن اليوم –  على مدار ثمانية اشهر تمكنت الحكومة السابقة من اعطاء الشعب علاجا وقائيا ضد فيروس كورونا يقوم على ” حبة من الامال ”  ولقاح ” من الشعارات”  ومسكنا ” التنظيرات” فاحتلت عنوة مساحة في الشارع الشعبي الذي صفق ومدح ورفع من شان مسلسل ” نهاية رجل شجاع ” سقط فجاة امام معطيات الواقع واستباح الفيروس اللعين الميادين التي كانت محرمة عليه كما قيل وقتها .

سعد لم يتمكن من جبرها , فانكسر حاجز الثقة بعد ساعات من مغادرة الحكومة , ليغزو الفيروس مساحات واسعة من ارض الوطن , ويصاب الناس بالذهول والصدمة التي عبرت عنها لقطات الفيديو التي تم بثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع لاخبارية التي تظهر عدد من المواطنين يفترشون الارض بعد ان عز” السرير” في مستشفيات طالما حرص وزير الصحة السابق على وصفها بالمثالية , والتي تقدم الخدمة والرعاية العلاجية النموذجيه.

اليوم “الانسانية ليست بخير” , الالاف الاصابات تتوزع على بقاع الارض ولم تصدق مقولة معاليه بان الفيروس ” نشفناه” فهوى عاد يتحدى الاقوال والشعارات  والاستعراضات الوهمية فاتكا بالبشرية دون هوادة , والالاف المصابين يستصرخون واحسرتاه على ثقة اعطيت لمن اوصلنا الى مرتبة الهلاك بوعي او بدون ادراك .

دبرحالك” مقولة سعد ايام كان يتصدر ميادين الاعلام, تاركا الوجع والحمل الثقيل لفرسان الميدان دون ان يقدم لهم السلاح والدرع الواقي تركهم وحدهم يذهبون الى المجهول, يواجهون الفيروس بصدور عارية ليكون منهم الشهيد تلو الشهيد.

ليس من السهل ان تحتل مرتبة شهيد , والعين الساهرة المجاهدة هي افضل عند الله من كل مدعي غير مؤتمن على حياة الناس وعلى القيام بالواجب الموكول اليه حسب استنادا الى القسم والى الالتزام بالدستور

في زيارته الاستعراضية الى مستشفى البشير , دخل الوزير سعد جابر الى ساحة المستشفى مخالفا اوامر الدفاع التي طالما طالب الناس الالتزام بها , وكان الزيارة لوقف انهيار منظومة الادعاء العام المليئ بعبارات التنظير والشعارات والتي حرص الوزير على مواجهتها عندما قدم مدير مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات استقالته .

وسع الميدان ” لم يعد الميدان الصحي يحتمل الكثير من القرارات الخاطئة التي اغرقته بسبب المزاجية والفردية في اتخاذ القرار, وستظل صورة مغادرة الوزير عالقة في ذهن ووجدان العديد من المواطنين والكوادر الطبية صورة مغادرته للمكان الذي تجمعت فيه صرخات المرضى, والكوادر الطبية, ثمانية اطباء شهداء بمواجهة الفيروس ذهبوا , نتيجة تقصير وعدم توفر الامكانيات الحقيقية من قبل وزارتهم ووزيرهم الذي زرع الامال الخادعة ليتحول العديد من الابناء الى يتامى .

ستبقى المشاهد التي بثت من داخل مستشفى البشير والتي تظهر حجم التعب والارهاق على الكوادر الطبية  شاهدا على حجم التضحية والعطاء التي  يقدمونها في سبيل الانسانية  وستظل اصوات الاستغاثة نداء قائما يهز من يمتلك بعض المشاعر اتجاه الانسانية التي طالما دعوا لها بالسلامة والصحة

ثمانية اشهر ثقال مرت على مواجهة فيروس كورونا بكوادر طبية تجاوزت امكانياتها الجسدية والنفسية , والوزير صاحب “الطلة البهية” يقدم الشعار تلو الشعار كأنها اغنية فيروزية تتغنى بالفتى شادي الذي قتله البرد والثلج , دون ان يلتفت الى زملاء المهنة وحاجاتهم الى المزيد من الكوادر الطبية والتمريضية ذاهباً الى النوادي الرياضية لممارسة هواياته في بناء العضلات والتقاط السلفي .

ويبقى السؤال الخالد في سجل حكومة ووزارة كانت من انشط الحكومات بصناعة وتصدير الشعارات وبناء منابر المناظرات الوهمية ماهو الانجاز الحقيقي الذي يسجل للوزير وحكومته “النهضوية 

أطباء يموتون نتيجة الإختلاط بالمرضى المصابين بالفيروس، إذ توفي خمسة خلال يومين، فيما تؤكد النقابة ان الاطباء والكوادر الصحية هم الابطال الحقيقيون في مواجهة هذه الجائحة فهم دائما في صفوف المواجهة، ولا يتوانون عن أداء مهامهم بالرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم.  

من جهته طالب نائب رئيس الوزراء الأسبق والعين صالح ارشيدات،أن تقيَم الجهات الصحية الرسمية الحالة الوبائية في الوطن بكل شفافية وموضوعية.

فيما يؤكد عدد من الاطباء ان جائحة كورونا وضعتهم في ظروف عمل استثنائية وغير مسبوقة، خاصة مع وجود نقص كبير بالكوادر الطبية مما يزيد من حجم العبء الواقع عليهم، مشددين على ضرورة تأمين مستشفيات القطاع العام بأعداد كافية من الكوادر المؤهلة، فيما أشاروا إلى النقص الكبير في الامكانيات قياسا بعدد الاصابات التي تسجل يوميا.

اترك رد