الانتخابات “الإسرائيلية.. مشاورات ماراثونية لمنع الذهاب لجولة خامسة

300

الأردن اليوم : لا يزال التشابك السياسي المعقد بين الأحزاب الإسرائيلية التي نجحت في انتخابات الكنيست الـ 24 ،بعيدًا عن الحل، لكن كلا المعسكرين، اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو والمعارض له أو ما يعرف بـ “كتلة التغيير”، شرعا بتحركات ماراثونية في محاولة لمنع جولة
أخرى من الانتخابات.

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، قام أعضاء في حزب الليكود برئاسةرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالضغط على أعضاء كنيست منشقين في حزب “أمل جديد” برئاسة جدعون ساعر، من أجل العودة إلى الحزب الأم.

وأضافت، طفت على الوجه بعد الانتخابات مباشرة، محاولات لتشكيل حكومة إسرائيليّة تمنع انتخابات خامسة، على الأقلّ هذا العام، مع استمرار التقديرات بأنّ الاحتمال الأكبر هو التوجّه لانتخابات في آب المقبل.
وبحسب ما كشفت القناة 12 ،توجّه رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنياميننتنياهو، عبر وسطاء إلى غريمه السابق في الليكود، ورئيس حزب “أمل جديد”، جدعون ساعر،

للانضمام إليه مقابل أن يترك نتنياهو الحكومة بعد عام غير أن ساعر رفض المقترح.

وكشفت القناة ذاتها أن ساعر أجرى لقاءً مع رئيس قائمة “يمينا”، نفتالي بينت، بعد الانتخابات وخرج من اللقاء خطّة لتشكيل “حكومة إنقاذ وطني” لعام واحد، يتناوب على رئاستها رئيس قائمة “يوجد مستقبل”، يائير لابيد، وبينت.

وستكون هذه الحكومة “حكومة أقليّة” تستند إلى 52 عضو كنيست مكونة من (يوجد مستقبل، يمنيا، أمل جديد، إسرائيل بيتنا، والعمل)، مع التعويل على دعم أعضاء كنيست عرب ومن “ميرتس”، على أن تنضمّ إليها لاحقًا الأحزاب الحريديّة.

ولا يزال سيناريو فشل نتنياهو أو خصومه في تشكيل حكومة والتوجّه إلى انتخابات خامسة خلال عامين ونصف هو الأعلى.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر في الليكود قولها: إنه “تجري محاولات للاتصال مع حزب أزرق أبيض، برئاسة بيني غانتس، وإقناعه بالانضمام إلى حكومة يشكلها الليكود”.

وبحسب هذه المصادر، فإنّ ثمة احتمالًا أن تنتهي هذه القصة مرة أخرى بالتناوب على رئاسة الحكومة. لكن المشكلة أن نتنياهو خرق اتفاقية التناوب مع غانتس على رئاسة الحكومة، لكن مصادر الليكود تقول “لا نرفض سيناريو لا يكون فيه نتنياهو الأول في التناوب”.

وإذا كانت هذه الأقوال صحيحة، فإن هدف نتنياهو هو منع خطوات في
الكنيست ضده، خاصة إمكانية سن قانون يمنعه كمتهم بمخالفات جنائية، من تشكيل والقناعة التي ترسخت في الليكود، بأنه لن يتمكن من تشكيل حكومة نابعة من أن انضمام حزب “يمينا” إلى معسكر نتنياهو لن يحقّق أغلبية في الكنيست داعمة لحكومة كهذه، خاصة وأن تحالف “الصهيونية الدينية”، رفض إمكانية دعم القائمة العربية الموحدة، برئاسة منصور عباس لحكومة يشكلها نتنياهو، ولو كان هذا دعما من خارج الحكومة.
وحسب قياديين في الليكود تحدثوا إلى الصحيفة، فإن “غانتس حقق إنجازا مفاجئا”، بحصوله على 8 مقاعد في الكنيست، وأفضليته هي أنه لا أحد يقاطعه وأنه هو لا يقاطع أحدًا في كلا المعسكرين. وقاد حملته الانتخابية تحت شعار سأحرس نتنياهو من الداخل، ومن شأن ذلك أن يسهل عليه الانضمام إلى معسكر نتنياهو”.

وكرّر غانتس خلال حملته الانتخابية الحديث عن أن وجوده في الحكومة المنتهية ولايتها، منع نتنياهو من تنفيذ أمور عديدة.
ويبدو أن سيناريو عودة غانتس إلى المشاركة في حكومة جديدة يشكلها نتنياهو مستبعد. حيث نفى حزب “أزرق أبيض” هذه الإمكانية، وشددعلى “أننا ملتزمون تجاه معسكر التغيير. لن يكون هناك حوار مع نتنياهو”.

من الجهة الأخرى، ورغم أن المعسكر المناوئ لنتنياهو يضم 61 عضو كنيست، من ضمنهم القائمة العربية الموحدة، إلا أن من الصعب أن يشكل حكومة، حتى لو انتقل “يمينا” إلى هذا المعسكر. لكن محاولات تشكيل حكومة في هذا المعسكر لم تتوقف.

ونقلت صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد، عن رئيس أحد الأحزاب في هذا المعسكر قوله: “لم ننجح بعد في وضع خطة تسمح بتشكيل حكومة تغيير”، لكنه أضاف، إن “النتائج التي حققناها واضحة وتمنحنا فرصة لبديل. وسنفعل ذلك بالتأكيد”.

والبديل الذي يتحدث عنه هذا المعسكر، هو إمكانية استبدال رئيس الكنيست ياريف ليفين من حزب الليكود، بعضو كنيست من المعسكر المناوئ لنتنياهو، ويكون صداميا تجاه نتنياهو ويدفع خطوات ضد نتنياهو ويسهل على معسكر المعارضين سن قوانين ضده حتى لو كانت مؤقتة.

ذكر أنه بحسب النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الـ 24 التي جرت الثلاثاء الماضي، بلغ عدد مقاعد كتلة اليمين- المتدينين 59 مقعدا سوية مع حزب “يمينا”، وكتلة المعسكر المناوئ لنتنياهو “كتلة التغيير” 57 مقعدا بدون حزب القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس

 

بترا

التعليقات مغلقة.