أزمة نفسية قاتلة تهدد الأطفال السوريين!

92

الأردن اليوم :  حذَّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أزمة صحية نفسية قاتلة بين الأطفال السوريين في شمال غرب البلاد، بسبب ارتفاع عدد الأطفال الذين ينتحرون أو يحاولون الانتحار، إذ وصل المعدل إلى ما يقرب من واحد من كل خمس حالات مُسجَّلة لأشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

كما أوضحت المنظمة الخيرية العالمية أن العدد الإجمالي لحالات الانتحار في المنطقة قفز بنحو 90% بنهاية عام 2020، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الخميس 29 أبريل/نيسان 2021.

246 حالة انتحار في 3 أشهر فقط

ذكرت المنظمة العالمية أنها سجّلت 246 حالة انتحار و1748 محاولة انتحار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020 وحده بين الأطفال السوريين. ومن بين أولئك الذين حاولوا الانتحار 42 على الأقل تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أقل، بينما 18% هم من المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً.

كما أشارت إلى أن آخر هذه الحوادث وقع في الأسبوع الماضي، عندما أكد شركاء منظمة “أنقذوا الأطفال” أنَّ صبياً يبلغ من العمر 14 عاماً انتحر في مخيم للنازحين في حماة.

فيما ألقت الجماعات الحقوقية باللوم في الزيادة الحادة في محاولات الانتحار على الظروف المُقيِّدة في المنطقة التي مزّقتها الحرب؛ بما في ذلك الفقر، ونقص فرص العمل والتعليم، والعنف المنزلي، وزواج الأطفال.

البرد والثلوج أودت بحياة عشرات من أطفال سوريا اللاجئين/ رويترزالبرد والثلوج أودت بحياة عشرات من أطفال سوريا اللاجئين/ رويترز

الوضع “مقلق للغاية” بين الأطفال السوريين

قال مجد، اختصاصي الصحة العقلية في شبكة حراس الطفولة التابعة لمنظمة أنقذوا الأطفال في شمال إدلب: “ما يقرب من 15% من المرضى البالغين لديهم أفكار انتحارية. وفي الوقت نفسه يعبر الأطفال السوريين عن [صراعاتهم العاطفية] من خلال السلوكيات؛ فيصبحون عدوانيين أو منعزلين أو انتقاميين”.

بينما أبلغ مجد منظمة أنقذوا الأطفال عن فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً كانت متزوجة لمدة عام بدأ خلالها زواجها في التدهور. وقال: “في اليوم الذي ماتت فيه منتحرة كان زوجها يسبب لها مشكلات، ودار بينهما جدال، ترك على إثره المنزل ثم عاد ليجدها ميتة”.

بدورها، حذّرت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة أنقذوا الأطفال في سوريا من أنَّ الوضع “مقلق للغاية”. وقالت: “بعد عشر سنوات من الصراع نرى الآن أطفالاً يلجأون إلى الانتحار”.

كما أضافت: “إنه لَأمر محزن للغاية أن يصل الأطفال السوريين إلى نقطة لا يرون فيها مخرجاً آخر من حياة لا يمكنهم فيها الحصول على التعليم أو الغذاء الكافي أو المأوى المناسب”.

الوضع النفسي ليس المشكل الوحيد

فقد أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال شهر مارس/آذار الماضي، أن نصف السوريين أصبحوا لاجئين ونازحين، بعد عشر سنوات من اندلاع النزاع في بلادهم. 

كما أشارت إلى أن أكثر من 13 مليون سوري يحتاجون للمساعدة الإنسانية والحماية، بينما يعاني 12.4 مليون شخص (60% من إجمالي السكان) من نقص الغذاء. ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الجماعية لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم.

أوضحت المفوضية في بيان بمناسبة مرور عشر سنوات على نشوب الأزمة السورية، أن “نصف السوريين أجبروا على الفرار من منازلهم”.

كما ذكر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فليبو غراندي، “لقد تسببت عشر سنوات من الصراع في معاناة وألم لا يمكن تصوره، بعد أن خذل العالم السوريين”.

أضاف غراندي “يجب ألا تضعف جسامة هذه الأزمة تضامننا مع السوريين، بل على العكس من ذلك، يجب علينا مضاعفة جهودنا الجماعية لدعم كل من اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم”.

تابع بيان المفوضية “أكثر الأفراد ضعفاً هم الأطفال السوريين والمراهقون، و45% من اللاجئين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، حيث يوجد 1.6 مليون من الأطفال اللاجئين دون سن العاشرة، من بينهم مليون طفل يعيشون في المنفى”.

عرب بوست

التعليقات مغلقة.