الزعبي يكتب : لماذا في هذا الوقت؟

24
كتب محمد علي الزعبي
نحن نفهم أنّ رئيس الوزراء في الدول الديمقراطية يكون دائماً عرضة للنقد من قبل كافة اطياف المجتمع ونُخَبِه، ونفهم أيضاً أنّ هذا النقد يكون موجّهاً عادة لسياساته التي ينتهجها في إدارة الشأن العام، ويكون نقداً بناءاً يحمل في جعبته التوجيه والارشاد ووضع الحلول، ولكن للأسف الشديد، فإن مثل هذا الفهم لا ينطبق على ديمقراطيتنا واساليبنا في التعامل مع الواقع في الاردن، حيث نسيء استخدامها بالخلط بين توجيه النقد البناء وبين التشهير؛ فتوجيه النقد حقٌّ اذا كان حقيقياً، والتشهير باطل، بحكم القانون والأخلاق والقِيَم الاجتماعيّة.

ما الغاية من الطعن والتلفيق والتزوير والتضليل والإرهاب الفكري، ونشر الاستنتاجات التى تحبط العمل وتحبط المواطن وزعزعة ثقته في الحكومات، والذهاب نحو الشخصنة، بقصد إبعاد القارئ أو المستمع للمعنى الحقيقي الذي أراده، وإبعاد القراء عن رسالة الدولة وتنبواتها للواقع وخططها واستراتيجياتها قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ننتهج اسلوب التضليل والممارسات الخاطئة في رسائل النقد.

هل قرأتم وتمعّنتم في فحوى ما طرحته حكومة الدكتور بشر الخصاونة واعضاءها حول الخطط التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي؟ وهل اطّلعتم على ما يدور في خَلَدِه من أفكارٍ يسعى جاهداً إلى تحقيقها، ارتسمت للتنفيذ للنهوض بالأردن والأردنيين؟ الم تقرأ الرسائل الملكية وما أنجز منها وتحقق من خلال الحكومة، لماذا لا نشير إلى مكامن الاخطاء السابقة، فمنذ عام ١٩٨٩ ونحن في حالة ارباك اقتصادي لغاية عام ٢٠١٦ التى تحملت ثقلها ثلاث حكومات متتالية من حكومة الدكتور هاني الملقي مروراً بحكومة الدكتور عمر الرزاز وحكومة الدكتور بشر الخصاونة التى تكمل المسيرة في ارساء قواعد جديدة وبّنيه متكاملة وشمولية من أجل إعادة مسار الاقتصاد إلى الاستقرار، لماذا نحمّلهم إثم غيرهم؟ ونحن لا نحمل الوزر كاملاً على الحكومات السابقة هناك من اصاب وهناك من أخطأ ؟ لماذا نحاول دائماً خلط الأوراق لإظهار ضعف الدولة وعدم قدرتها على الإنجاز؟ لماذا لا نشير إلى تقصيرنا كمواطنين في أداء واجبنا تجاه الوطن !!!
علينا أن نتانا في الحكم على تلك الإصلاحات وننظر إلى مستقبلها ومردودها، هناك بشائر خير قادمه ، ومعادن في طور الظهور وهي من أساسيات الدعائم الرئيسية في الدول النامية كالاردن ، وهي من محركات الاستدامه ، ونتائج نجدها فاعله في الاستراتيجية الوطنية للزراعة ، والفكر الهاشمي في استحداث عوامل زراعية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص ، وما تم من اتفاقيات تعاون اقليمية وعربية ودولية في مجال الاستثمار أو البنية التحتية .

أقول بعزيمة الرجال من الأردنيين وبحكمة جلالة الملك ومع الأوفياء وبه سيكون الأردن أقوى وأكثر مَنَعةً، وسينتعش اقتصاده، ويرتفع بنيانه .

اترك رد