الضمارات تكتب : الاستحقاق الأكاديمي: أنا أستحق الأفضل دائما

169

كتبت د. آلاء طارق الضمرات

ظهر في الآونة الأخيرة العديد من التغيرات في سلوكيات الطلبة الأخلاقية والأكاديمية، ومن بين هذه التغيرات الشعور بعدم الرضا والحزن, إذ يفارق هذا الجيل الشعور بالسعادة في أغلب الأحيان, ويفتقد الأغلبية للعين التي تستطيع رؤية الجمال والإيجابيات, والتفاؤل والتغاضي عن المشكلات والتجاوز عن الأحزان والآلام.

كما قد ارتفعت مستويات الشعور بالاستحقاق لديهم, وتزايد الاعتقاد بالشعور بالأحقية والمكافآت, وانخفض الإحساس بالمسؤولية الشخصية لديهم, وشاعت السلوكيات المتمثلة في الرغبة في النجاح بأقل مجهود، ومع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي فقد اعتاد الطلبة من خلالها على قراءة النصوص والرسائل القصيرة، مما أوجد لديهم صعوبة في التعامل مع المعلومات والنصوص الطويلة التي توفرها المناهج الدراسية، وصعوبة في التركيز لمدة طويلة, والشعور بالملل عند القيام بالأعمال التي تستغرق وقتً طويلًا, ومع تزايد الشغف بوسائل التواصل الاجتماعي الذي وصل إلى حد الإدمان ارتفع الشعور بالنرجسية لدى الطلبة بشكل خاص، ولدى أفراد المجتمع بشكل عام؛ مما انعكس بدوره على ظهور ما يسمى بالاستحقاق الأكاديمي.

ويتميز كل من يشعر بالاستحقاق الأكاديمي بعدة سمات أساسية تتمثل في ارتفاع الثقة بالنفس, وضعف الالتزام، والرغبة بالحصول على العلامات والتحصيل المرتفع, وممارسة أساليب غير أخلاقية كمحاولات الغش والتزوير. وكلما زادت درجة الاستحقاق الأكاديمي كلما ارتفعت درجة عدم الأمانة الأكاديمية، وارتفع تقدير الذات لديهم, ويصل ذلك الشعور لما بعد التخرج في الشعور بأحقية الحصول على الوظيفة بطموح مفرط دون سعي وجهد ودون مؤهلات وخبرات.

وتنمى مشاعر الاستحقاق الأكاديمي من خلال التنشئة الأسرية وما يتم اكتسابه من قيم ومعايير وأخلاق تؤثر على أفكارهم, فقد يكون للآباء أحيانا توقعات مرتفعة للإنجاز لأبنائهم, كما أنهم قد يستخدمون المقارنات الاجتماعية لتحفيزهم أو توجيه سعيهم للنجاح, مما يولد وبغير قصد تنمية للاستحقاق الأكاديمي لديهم، وقد يشكل عدم الرضا عن الأبناء وعن مستوى تحصيلهم الآثار السلبية التي تدفعهم للحصول على العلامة بأي طريقة, فالغاية تبرر الوسيلة.

ولا بد هنا من إعادة النظر في كيفية تفعيل دور التربية الإسلامية والذكاء الأخلاقي في مجتمعنا, والسعي لتنشئة الأبناء على القيم والأخلاق, والسعي لإيجاد استقرار نفسي لمختلف الأفراد في المجتمع, بهدف بناء التفكير والسلوك بطريقة أخلاقية تساعدهم على تحقيق ضبط النفس والتحكم بها, وتربية شخصيتهم السوية المتزنة, لامتلاك الروح التي يملؤها الرضا والتفاؤل والقناعة فنحن نحصد ما نزرع ولكل مجتهد نصيب.

 

اترك رد