النجار تكتب : اصنع عالمك

129

كتبت سارة عماد النجار

أجلسُ طويلاً متأملاً سقفَ زِنزانتي التي أقبعُ بها منذُ خمسةِ أعوامٍ ,أظنُ أنِ قد اعتدتُ على مكاني هذا فأنا اعرفُ تمام المعرفةٍ أن لا هروبَ من هنا إلا بِموتي ,كان الأمرُ في بدايتهِ قاسٍ و باردٌ و في بعض الأحيان مؤلمٌ ,وانا بأشَّدِ الحاجةِ للأمانِ و الراحةِ , أنَّ تَعيشَ بِالمجهولِ أمرٌ محيرٌ فأنتَ لنَّ تتوقعَ ما القادمُ؛ قد تقتُلكَ الحِيرةُ في سَبيلِ معرفةِ الى اين أنتَ ذاهبٌ،زِنزانتي التي اسكُنها أردتُ أنَّ أُخففَ من وَطئتِ اسمها فاسميتُها غُرفتِي ,أجملُ ما تحملهُ هذه الزنزانةُ في الليالي القارصةِ ضَوء القمرٍ الذي يَتسللُ من خَلفِ القُضبانٍ مُعلناً أنَّ لاشيءَ يَقفُ أمامَ قُوةِ النُورِ الذي بِداخلكِ, كل مساءٍ تُراودنِي أفكارٌ و أفكارَ عمَّا كُنتُ سَأفعلهُ الآن لو لم أكنَّ ها هنا أين من الممكن قد أكون , ثم أعودُ لِرشدي لأذكرَ أنِّ أنا و المنفى صديقين حميمين الوحدة تَخلقُ لكَ عَالماً لم تَكن تَعلمُ عنَّ وجوده, تَخلقُ أحلاما؛ تَخلقُ حياةً جديدةً لكَ وأنتَ مُغمضاً عَيناكَ , أعلمُ ما من قوةٍ للِسجانِ ولا لِسجنِ عليكَ، لأنَّ بعضَ البشرِ مأسرونَ وهم أحرار.

اترك رد