أنقذوا الشعب السوري من فم الأسد

98

معاناة السوريون في ظل الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على الشمال السوري، الذي ضربه زلزال مروع خلّف آلاف الضحايا ودمارا كبيرا، بينما يصعب إيصال المساعدات والإغاثة.
قبل وقوع الزلزال كان شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة يمثل إحدى أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون مدني محاطين ببنية تحتية أساسية مدمرة بنسبة 65 في المئة على الأقل، ويعتمد 90 في المئة منهم على المساعدات الإنسانية التي تأتي عبر معبر باب الهوى، وهو المعبر الحدودي الوحيد المفتوح.

السوريون تحت الأنقاض

السوريون في شمال غرب البلاد يموتون كل دقيقة وهم محاصرون تحت الأنقاض، فضلاً عن آلاف آخرين بلا مأوى. من جهته، تعهد المجتمع الدولي بتقديم مساعدة كبيرة لتركيا، بينما كالمعتاد يبدو أن السوريين مجرد قضية ثانوية. والمنظمة غير الحكومية المعنية، الخوذ البيضاء، لديها ما يقارب 3000 متطوع يعملون وسط 4.5 مليون نسمة، وتم تأسيسها للاستجابة للضربات الجوية وليس لزلزال مروع.

 

ضغوط النظام السوري بشأن المساعدات

توجد معابر حدودية بديلة في باب السلامة واليعربية يمكن من خلالها تقديم المساعدات. وقد تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بتسهيل الاستجابة الإنسانية من الشمال الشرقي. في المقابل، تتجنب الأمم المتحدة المخاطرة، وتتأثر بضغوط النظام بشأن آلية دخول المساعدات، وهذا من شأنه أن يتسبب بخسارة العديد من الأرواح. ويبقى الخيار الوحيد بذل جهد أحادي الجانب، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها وبتيسير من تركيا.

ما قبل الزلزال

قبل الزلزال، كانت المناطق التي يسيطر عليها النظام تعاني عواقب الانهيار الاقتصادي؛ بسبب تبني النظام أسلوب الأرض المحروقة، فضلاً عن الآثار غير المباشرة لأزمة السيولة في لبنان وجائحة كورونا وحرب روسيا في أوكرانيا والتدهور الاقتصادي لإيران. وفي مواجهة الضغوط الداخلية المتصاعدة وسخط المدنيين، حشر هذا الزلزال النظام في الزاوية، ودفعه إلى إصدار نداء استغاثة عالمي. وفي تصريح للصحفيين في 6 شباط/ فبراير، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، إن كل المساعدات المقدمة لسوريا ستكون موضع ترحيب، لكنها لا يمكن أن تمر إلا عبر دمشق، ما يشير إلى رفض النظام السوري أي إغاثة عبر الحدود في مناطق المعارضة.

سرقة المساعدات الإنسانية من قبل النظام

أهمية النظر في توسيع نطاق المساعدات التي تمر عبر دمشق مؤقتًا، ولكن فقط إذا تم توفير الإذن لفعل الشيء نفسه في الشمال الغربي، ويتمتع النظام بسجل حافل يمتد لعقد من الزمن في التلاعب بالمساعدات الإنسانية وسرقتها. وهو يكسب مبالغ طائلة من خلال فرض أسعار صرف متلاعب بها على الأمم المتحدة، وبالتالي سرقة نصف كل دولار من المساعدات المرسلة إلى سوريا.

السوريون يقتلون أكثر من الزلزال

يجب اتخاذ إجراء لتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الكوارث أو الصراع، لكن إذا فشلنا في الالتزام بالشروط الصارمة الموجودة أصلاً لتقديم المساعدات عبر دمشق، فإننا نخاطر بتمهيد الطريق عن غير قصد نحو إعادة النظام إلى الساحة الدولية المرفوض أصلا والذي أصبح غير معترف به من عدة دول
فالنظام الذي قتل شعبه لا يمكن الوثوق به أو التفاوض معه .

اترك رد