نسخة جديدة من غوغل مدعمة بالذكاء الإصطناعي التوليدي

45

باتت محركات البحث عبر الإنترنت التي تسيطر عليها «غوغل»، أداة يستخدمها الجميع في يومياتهم، ولم تشهد أي تغييرات مهمة منذ إطلاقها قبل 25 عاماً… إلا أنّ طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تغيّرها بصورة جذرية.

التطور في هذا المجال سريع لدرجة أن عمليات البحث التقليدية بالكلمات المفاتيح وقوائم الروابط الإلكترونية التي تحيل إليها باتت تبدو قديمة مقارنة مع الأحاديث التي يجريها ملايين الأشخاص مع واجهات للذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» (أوبن إي آيه) و«بارد» («غوغل»).

ويقول ستيفان سيغ، مدير المنتجات لدى «سوفتوير إيه جي» إن «الناس بدأوا يدركون إلى أي مدى يستخدمون غوغل، ليس للبحث عن مواقع إلكترونية، بل للرد على أسئلة يطرحونها».

وأطلقت مايكروسوفت هذا المسار من خلال إدماج روبوت المحادثة (على نموذج «تشات جي بي تي») بمحركها البحثي «بينغ».

وفي إمكان محرك «بينغ» بنسخته الجديدة التي أتيحت لعامة المستخدمين اعتباراً من الأسبوع الماضي بعد فترة تجريبية استمرت ثلاثة أشهر، الرد مباشرة على أسئلة المستخدمين، مع تقديم ملخص وافٍ عن المعلومات المتوافرة تتبعه روابط وأفكار مقترحة للتحادث مباشرة مع روبوت الدردشة.

ويمكن لهذا الروبوت وضع جداول مقارنة بين منتجين، أو اقتراح مخطط للأنشطة، أو صياغة تقويم أو المساعدة في التحضير لمقابلة عمل، على سبيل المثال.

وقالت نائبة رئيس غوغل لشؤون الهندسة كايثي إدواردز الأربعاء إن المستخدمين لم يعودوا بحاجة لوضع كلمات مفاتيح خلال عمليات البحث، إذ سيتولى محرك البحث «جلّ العمل نيابة عنكم».

هذه النسخة من محرك البحث التابع لغوغل، المدعمة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ستتاح تدريجياً للمستخدمين في الولايات المتحدة في بادئ الأمر.

وبدأت الشركتان العملاقتان في قطاع التكنولوجيا بإضافة أدوات للذكاء الاصطناعي التوليدي في خدماتها المختلفة، من الحوسبة السحابية إلى الأدوات المكتبية، لجعل روبوتات الدردشة هذه بمثابة «الملّاح» في سباقات السيارات، وفق التعبير المستخدم من مايكروسوفت.

وظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يدفع لإعادة النظر بالنموذج الاقتصادي للإنترنت، لأنه يمكن أن يسمح للمستخدمين بالعثور على المنتج الذي يريدونه «من دون الحاجة إلى النقر فوق إعلان».

في النموذج الجديد الذي قدمته غوغل الأربعاء، لا تزال الإنترنت موجودة، سواء في طليعة النتائج أو في الأسفل، اعتماداً على السؤال المطروح.

اترك رد