يا جيشنا يا عربي.. الدكتور زهير الطاهات

114

كتب: رئيس قسم الدراسات العليا والصحافة في جامعة اليرموك الدكتور زهير الطاهات

في بادرة تفيض بالحس الوطني من رئيس لجنة وأعضاء نقابة الصحفيين في إقليم الشمال بتنظيم جولة بالتعاون مع جامعة اليرموك والتوجيه المعنوي لزيارة حماة الوطن من جيشنا العربي على الحدود الشمالية، قابل هذه المبادرة ثقة بالنفس من قبل قيادة وضباط أفراد القوات المسلحة الذي يحملون الوطن في قلوبهم وتتماهى أرواحهم على امتداد حدوده ونقاط التّماس مع الحدود السورية الساخنة وما تشهده في الآونة الأخيرة من تداعيات أدت إلى نزوح مفاجئ لأكثر من مئة ألف مواطن سوري تعاملت مع هذه الأزمة قواتنا الباسلة بمنتهى الحرفية والمهنية المتشابكة مع الجوانب الإنسانية بحيث تم تقديم كل المساعدات للأشقاء السوريين على أرضهم من مأكل ومشرب ومأمن وعلاج ولم يبق منهم أحد عالق على الحدود مع الأردن.

شهدت حدود التّماس في الآونة الأخيرة مع سوريا قتالاً شرساً بين قوات النظام السوري والمعارضة، وكان الصحفيون ينتابهم شعور بالخوف والريبة والتردد من قذيفة طائشة، إلا أنه بعد ولوجنا كتائب الأُسُود الذين بوجدانهم يحرسون أرض وسماء الوطن ويتحركون داخل الحدود وكأنهم شهب بالسماء تصطاد كل شيطان مريب، وكانت أجسامهم تتمدد على طول الحدود، وتسمو في عنان الفضاء تطاول الغيوم وعندما التقينا بالقادة والضباط الذين عكسوا روح الجندية والعقلية الواعية، والحرفية القتالية هدأت أنفسنا، وداعبتنا أمنيات أن لا نبرح المكان بل ننخرط بالجندية نحمي تراب الوطن ونضع أرواحنا تحت تصرفهم كما هم أقسموا أن يضحوا بالروح والدم ليحيا الوطن.

“يا جيشنا يا عربي ” نعم كنا نرددها صغاراً لحناً طفولياً، حتى استقرت في قلوبنا وسكنت في أرواحنا، وثبتت لتحتل الوجدان والضمير، الذي أكدته الأحداث الجسام التي مرت بها الأمة. نعم إن هذا الجيش الأبي المصطفوي لم يشتبك على الإطلاق مع فصيل أو جيش عربي، بل على الدوام كان مناصراً لجيوش الأمة وأهلها، فقد حفر الجندي الأردني في الوجدان العربي صورته وهو يحمل أخاه الجريح من سوريا، ويقبل الشيخ المسن ويحتضن الطفل الصغير، ويحمي أعراض المرأة العربية.

نعم لقد جال الوفد الصحفي الأردني الذي رعته جامعة اليرموك والنقابة، واستقبلتهم أُسُود “أبو حسين” في عرينها، أصحاب الروح القتالية الشرسة، والجباه العالية، وأبطال السهول والصحاري والجبال، نتوه بين من يحمل الآخر هم يحملون الدبابة أم الدبابة تحملهم، يتجندون بالرشاش والمدفع وكأنه مسبحة بين يدي ناسك متعبد في محراب الوطن، كنا نرفع رؤوسنا بفخر واعتزاز حين نرى تلك الصقور التي ترقب الأجواء وتحمي رؤوس الجبال والهضاب الوعرة، يرصدون الأرض والسماء ويغيرون كالشهب تجاه الهدف لحرقه وإبادته.

تغيرت مشاعرنا الخائفة المترددة، واستقر في أرواحنا الأمن والسكينة التي غرستها الثقة الحقيقية بهذا الجيش الذي لا تقهره الأحداث والمحن، وتعززت قناعتنا بأن لدينا أُسُود الميادين التي لا تخاف والتي لا تهزم لأنها اعتادت على النصر بعد أن آمنت بالله والوطن وأطاعت بالولاء والوفاء قيادة حكيمة، حمى الله الوطن وأهله وقيادته من كل شر، وتحية شكر وتقدير لنقابة الصحفيين، وجامعة اليرموك، والتوجيه المعنوي، وتحية تقدير لكل أفراد وضباط جيشنا العربي.

اترك رد