بين وصفي الغائب الحاضر وبين الرزاز الحاضر الغائب

71

الأردن اليوم – استهجن صحفيون وحقوقيون وناشطون مغادرة رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز المفاجئة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم محاولة الاتصال به وإرسال رسائل له حول الاستفسار عن إقامته هناك أو عودته لكنه لم يجيب.

واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي أن سفر الرزاز المفاجئ هربا من المسائلة والمحاكمة الشعبية والقانونية، بعد أن تسببت قراراته بكارثة إنسانية لعدم التعامل السليم مع جائحة كورونا.

وكان قد طالب مواطنون، وصحفيون، وسياسيون، محاكمة الرزاز على تقصيره وعدم الجدية والاستعداد التام وإضاعة ثمانية شهور من عمر الجائحة.

بدوره كتب الصحفي أحمد حسن الزعبي.. الرزاز يستقر في أمريكا دون أن يحاسب، وكان يدعو قتيبة ألا يهاجر. هل عرفتم لماذا لا آخذ الأمور على محمل الجد؟ لأنني مستضعف ولا أستطيع أن أحاسب كل من صفع الوطن وهرب.

ونشرت الناشطة الحقوقية ليندا كلش على مواقع التواصل الإجتماعي منشور استهجان كتبت فيه .. وغادر الرزاز إلى بلده الثاني أو الأول أمريكا، وتركنا دون مصفوفات ولكن ترك لنا خيبات حكومة استمرت لسنتين وأشهر زاد الطين بله فيها من زيادة مديونية وظلم اجتماعي، واختتمت ولايتها بالوباء الذي تركته ينهش فينا.

ونشر الصحفي فارس الحباشنة عدة تساؤلات .. لماذا لم يعين الرزاز في مجلس الأعيان؟ وما لغز سفره المفاجئ لأمريكا بعيدا عن زيارته لعائلته؟ ولماذا لم يرد مسيو عمر على تقرير الصحيفة الأمريكية عن ثروته المليونية؟ أسئلة برسم الإجابة عن رئيس حكومة أسبق في قيد الرحيل والفقدان.

الرزاز الذي كان الأشد قمعاً للصحافة والناشطين وهو من منع المظاهرات والوقفات الإحتجاجية على الدوار الرابع التي أتت به الى الحكومة، يغادر اليوم هربا من المحاكمة.

وفي الوقت الذي يستذكر به الأردنيين رئيس الوزراء الغائب الحاضر، وصفي التل، الذي ما زال حيا بقلوب كل الأردنيين رغم رحيله، بينما يرحل الحاضر عمر الرزاز غائبا في أمريكا.

وتبقى أسئلة كثيرة برسم الإجابة .. لماذا غادرنا الرزاز؟ .. وهل خشي من المطالبات بالمحاكمة؟ ..وهل فعلاً ارعبته المطالبات الشعبية بالمحاكمة ولماذا لم يحاكم ؟

اترك رد