الحكومة بداية جيدة والطريق طويل

99

الأردن اليوم – أكثر من ستة أشهر لم تكن كفيلة بدفع وزير الصحة سعد جابر في حكومة عمر الرزاز للتحرك نحو تطوير المنظومة الصحية في المملكة رغم كل التحذيرات العالمية من موجة ثانية أشد شراسة لفيروس كورونا.

وبدلا من رفع كفاءة المنظومة الصحية، فتحت تلك الحكومة الراحلة جرح في خاصرة الوطن، أدى إلى انفجار هائل بعدد الوفيات والإصابات، وضعت المملكة في مقدمة دول العالم بالأعداد والنسب.

الخطير في الأمر كان في خداع حكومة الرزاز أو حكومة النهضة المواطن البسيط، ففي الوقت الذي كان يتغلغل فيه فيروس كورونا في عروق وشرايين الوطن، كانت وجوه أعضاء الحكومة تطل علينا بابتسامات وتصريحات تخالف كل المنطق والحقيقة.

اليوم ومع الحكومة الجديدة بقيادة بشر الخصاونة، لا يبدو أن الطريق ممهدا أمام خططها، بسبب تراكم المشكلات والأزمات والأخطاء المتراكمة التي خلفتها الحكومات الثلاثة الأخيرة وأبرزها حكومة عمر الرزاز، إلا أن جدية وتاريخ رئيس الوزراء الجديد خلق حالة من التفاؤل ووجدت لها حيز في قلوب الأردنيين.

فشتان بين الأمس واليوم وبين القول والفعل، فحكومة بشر الخصاونة ومنذ استلامها دفة القيادة، استشعرت الخطر وبدأت بالعمل بعيدا الشعبويات الزائفة التي كانت تبحث عنها الحكومة السابقة، رافقها تعهدات بالمكاشفة ومصارحة المواطن بكل ما يحدث.

أولى الخطوات العملية كانت ببناء مستشفيات ميدانية موزعة على أقاليم المملكة الثلاثة واستئجار مستشفيات خاصة لتكون جاهزة في حالة حدوث أي طارئ، تبعها تسريع إجراءات تعيين أكثر من ألفي طبيب وممرض، وأخيرا إصدار أمر دفاع يسمح لوزارة الصحة بوضع اليد على المستشفيات الخاصة في حال تجاوزت مستشفيات القطاع العام طاقتها الاستيعابية.

أيضا نظام الربط الإلكتروني بين المستشفيات كان قد أنجز تقريبا في وقت مبكر من الأزمة، لكنه ظل معطلا في أروقة الجهاز البيروقراطي إلى أن تم تفعيله في عهد الحكومة الحالية.

لم يكن الارتفاع في أعداد الاصابات بكورونا مباغتا للمسؤولين في الحكومة السابقة، فقد شهدنا زيادة مطردة بالاعداد واستمرت الزيادة بوتيرة متسارعة إلى أن بلغنا معدلا قياسيا في الأسابيع اللاحقة، لكن ذلك لم ينعكس على خطط حكومة الرزاز بإتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من هذا الانتشار وفي وقت لاحق كسر العدد حاجز ستة آلاف إصابة، وبدأت المستشفيات تعاني من الأزدحام بسبب الفوضى وسوء التنسيق بين الحكومة والقطاع الصحي

بعد أقل من أسبوعين سيكون لدينا القدرة الكاملة على التعامل مع متطلبات الأزمة دون قلق من تداعياتها أو تحسب لعجز الجهاز الصحي عن تقديم الخدمات. وحتى قبل ذلك التاريخ يمكن القول إن المهمة قد أنجزت وباتت الأمور تحت السيطرة الكاملة.

وهذه الزيادة في القدرات الصحية لن تذهب هدرا، فالقطاع العام كان يحتاج قبل أزمة كورونا لزيادة طاقته الاستيعابية من التجهيزات الطبية والكوادر الصحية وغرف العناية الحثيثة لكن لم يكن ذلك وللأسف على سلم اهتمام وزير الصحة السابق بسبب انشغاله بالاستعراض الاعلامي وممارسة هوياته المفضلة في النوادي الرياضية.

كل ما تم ذكره سابقا من الفرق بين الحكومتين في الانجاز هو وجود النية الصادقة لدى الخصاونة مدعمة بخطط استراتيجية قابلة للتنفيذ بعيداً عن بيع الوهم والوعود للمواطنين كما حدث في عهد الحكومة السابقة.

اترك رد