ومن مثل وصفي… رهف السردي

107

كتب: رهف السردي

يوم نستذكره نحن الأردنيين في كل عام ، يوم تركتنا فيه يا وصفي قبل الأوان ، تركتنا اخضرا يانعا بعدما نالت منك رصاصات العدوان ، لتعانق عطر الشهادة في حين خيم الحزن علينا في كل مكان.

لا أعلم يا وصفي من أين أبدأ لأروي لك ما حلَ بنا بعد رحيلك….. ألم أقل لك أنك تركتنا قبل الأوان.

أبدأ بأول رصاصة أصابت يدك اليسرى أم بالرصاصة الثانية التي اخترقت ذراعك اليسرى ودخلت الى قلبك واوجعت بعدها قلوبنا ،أم الاثنى عشرة دقيقة التي نازعت فيها قبل وفاتك ، او حتى اللحظة التي جاء فيها الطبيب وقال إنك قد فارقت الحياة ولكنه الأصح ان الحياة قد فارقتك ، أم أبدأ بمسدس مفرغ من الرصاص وجد في جيبك ومعه ورقة بيضاء طويلة عرف فيما بعد انها قائمة بأسماء مزارعين كنت مديون لهم ، أم بقصة أبو علي وأبو حسين ومعاناتهم من بعدك يا وصفي… لا اعلم من أين أبدأ لانه بعد وفاتك بدأت البداية التي ليست لها نهاية!

لكنني سأروي لك لحظة وصول نعشك الطاهر الى موطن المجد ، نعم (موطن المجد) هي نفس الأغنية الوطنية التي عشقتها بصوت فيروز ولأن الأردن موطن المجد بثتها إذاعة عمان يوم وفاتك ، لحظة نقل جثمانك بموكب محيط بالجنود الملثمين بشمغهم لإخفاء دموعهم على رحيلك ، بظهيرة قاتمة بغيوم ملبدة بسماءها ، ورايات سود اعتلت بيوتنا ، لحظة بكاء جلالة الملك الحسين وكل الاردنيين عليك بحرقة وألم.

في لحظة أصبحت بيوتنا لا تخلو من صورك وعشقا في قلوبنا صغارا وكبارا ، ومواقفك مع آباءنا وأجدادنا قصصاً ننقلها جيل بعد جيل ، واسمك نتفاخر فيه بكل مكان. لكنني سأكتفي بأن اقول لك أن البداية الجمبلة انتهت برحيلك، ومواقف الرجل الشجاع لن تتكرر ، رحلت يا وصفي ومن مثل وصفي …

جامعة اليرموك/كلية الإعلام/مساق مقال صحفي/للدكتور زهير الطاهات

اترك رد