القطاع الزراعي والمصير المجهول
الاردن اليوم – ممدوح النعيم : يتعرض القطاع الزراعي الى عدد من التحديات والعراقيل من قبل واضعي السياسات الزراعية وهم بالغالب من
خارج القطاع الزراعي او من المؤمنين بان القطاع الزراعي حمولة زائدة ,ولعل ما اشارت اليه الاستراتيجية الزراعية التي اعدت من قبل وزارة
الزراعة خلال الاعوام 2010- 2002 ما يعزز مقولة بان القطاع الزراعي يتم التعامل مع التحديات التي يعاني منها من باب ما هو مدرج على
جدول الاعمال وليس من باب واقع الحال واعتباره قطاع اساسي من قطاعات الاقتصاد الوطني لا بل ان هويتنا الاقتصادية الوطنية هي اننا بلد
زراعي من الدرجة الاولى.
القطاع الزراعي لا يشكل عبئا على الاقتصاد الوطني كما يدعي بعض المنظرين او الباحثين وان مقولة ان مساهمة القطاع الزراعي باجمالي
الناتج الوطني تبلغ 3% مقولة لا تتوافق مع المعايير والمقاييس العلمية والواقيعية والمحاسبية ,فالقطاع الزراعي يتداخل مع قطاعات
اخرى , ومشغل للعديد من القطاعات المنتجة مثل النقل والصناعات الغذائية واستيعاب عدد من القوى العاملة المنتجة اضافة الى ما يوفره
المنتج الوطني من انتاج كان يمكن استيراده من الخارج وتقدر كلفة فاتورة الشراء لو تتم بما يقارب من 4 مليار دينار .
عضو مجلس ادارة اتحاد مزارعين وادي الاردن نواش العايد يحدد معالم المشكلة والحلول مبينا” من
التحديات التي تواجه القطاع الزراعي ,ارتفاع كلف الانتاج , واسعار مستلزمات الانتاج التي زادات
بنسب تفوق اسعار الدول المجاورة لنا وهذا يحتاج الى تدخل رسمي لضبط الاسعار وقيم الكلف
لتكون ضمن معايير الاسعار المقبولة وهو ما سوف يساهم في تخفيف كلف الانتاج على المزارع“.
العمالة الاردنية لا تتقبل العمل بالقطاع الزراعي لعددة اسباب منها تدني الاجور وساعات العمل
وظروف العمل الصعبة التي يتطبلها العمل الزراعي ومنها المبيت داخل المزرعه لمواجهة الظروف الجوية وهو عمل يتطلب وجودهم على مدار
24 ساعة داخل المزرعه.
يقول عضو اتحاد مزارعين وادي الاردن العايد” نتيجة عدم اقبال العامل الاردني على العمل بالزراعة كان التوجه منذ عقود الى استقدام العمالة
الوافدة خاصة من الاشقاء المصريين , لكن قرارات وازرة العمل فيما يتصل باستقدام العمالة ورفع الرسوم ادت الى زيادة اجور العمالة الوافدة
الى نسبة 500% من كلف الانتاج دون ايجاد بديل بظل عزوف العمالة الاردنية المطلوب اعادة النظر باستقدام العمالة الوافدة.
المديونية الزراعية المتراكمةعلى القطاع الزراعي تتوزع على القطاع الخاص ممثلة بالشركات الزراعية , وما يعرف بالكموسونجية , والبنك
التعاوني سابقا ” المؤسسة التعاونية” التي كانت تقدم القروض من خلاله للجمعيات التعاونية الزراعية ,يشير عضو مجلس اتحاد مزارعين وادي
الاردن .
” نتيجة تراجع اسعار بيع الخضار ووقف التصدير وارتفاع كلف الانتاج واسعار مستلزمات الانتاج اضطر المزارع الى الحصول على قروض من اجل
ادامة العمل بالزراعة على امل ان تكون المواسم القادمة افضل , وبوجود التزامات مالية ضاغطة على المزارع لا يوجد امامه أي بديل الا
الاستمرار بالزراعه , وتقدر المديونية على المزارعين بحوالي 300 مليون دينار موزعة على القطاع الخاص والعام وهذا دفع البعض الى هجر
الزراعه “.
الازمة الزراعية قائمة قبل كورونا وسجل القطاع الزراعي موقفا وطنيا بان استمر بالانتاج وتقديم منتجاته الى الاسواق باسعار غير مسبوقة وباقل
من كلفة الانتاج .
يقول العايد “القطاع الخاص ومن خلال تواصله مع المصدرين هو من اسس لعملية تصدير الخضار
الاردنية الى الاسواق الخارجية, وتم توقيع عقود تصدير اصناف خاصة من المنتجات الزراعية التي
صدرت للاسواق الاوروبية وكانت محل تنافس “.
الى ماذا ادى الوضع القائم يقول العايد ” الى انهاء الزراعات التصديرية واضافة الزراعات المحمية
التقاعدية الى اجمالي عدد بيوت الزراعات المحمية المعد انتاجها الى السوق المحلي والاسواق
العربية , وعدم وجود سوق للمنتجات الزراعية المعده للتصدير ما تسبب بخسائر مالية كبيره للمزارعين“.
لا بد من دعم القطاع الزراعي , من خلال البحث عن اسواق خارجية , استغلال الناقل الوطني لتصدير الخضار باسعار مقبولة ,شطب الفوائد
المترتبة على المزارعين لصالح مؤسسة الاقراض الزراعي والبنك التعاوني مع جدولة راس المال الاصلي لمدة عشرة سنوات, اعادة تفعيل
صندوق المخاطر الزراعية على اساس انه مؤسسة له استقلاله المالي والاداري ووفق الرؤية التي تخدم القطاع الزراعي انتاجا وتسويقا وارشادا
وليس على اساس شركات التامين التجارية , اضافة الى الاعلان عن تاسيس شركة التسويق الوطيية الوطنية” .
تتوزع الزراعة في مناطق وادي الاردن بين الزراعات المحمية والمكشوفة وبيارات الحمضيات والقاسم المشترك بينها هي ذات التحديات .
مزارع الحمضيات توفيق شلاش المهداوي يتحدث عن معاناة مزارعي بيارات الحمضات مبينا .
” يعاني قطاع الحمضيات من الارتفاع الكبير على اسعار الاسمدة والتي لا تخضع لاي جهة رقابية انما المزاجية واتفاق الموردين , اضافة الى
ارتفاع اسعار المبيدات بانواعها, وارتفاع اجرة العمالة الزراعية التي تصل الى دينارين بالساعة الواحدة هذا غيرالكلف الاضافية ,وارتفاع اجرة
الاليات الزراعية, وارتفاع اجرة النقل, وارتفاع اسعار الطاقة والكهرباء وارتفاع سعرعبوات التعبئة الفارغة وللعلم اجرة نقل الصندوق الى السوق
المركزي تبلغ 22 قرش وثمن الصندوق فارغا 20 قرش ,اضافة الى دفع الكميسون 6%”.
ويشير المزارع المهداوي الى سيطرة العمالة الوافدة على السوق المركزي اضافة الى وجود جهة تتحكم بالاسعار داخل السوق الذي يحتاج الى
اعادة تنظيم لكل ما هو موجود فيه خاصة العمالة الوافدة “.
ومن اجل المحافظة على واقع بيارات الحمضيات في وادي الاردن لا بد من رفع جودة ونوعية مياه
الري , والعمل على القيام بحملات رش منظمة من خلال وزارة الزراعة لمكافحة الذبابة البيضاء التي
تاتي على الثمر والشجر , وتفعيل صندوق المخاطر الزراعية “
المهندس الزراعي فياض حوارات خبير زراعي سابق في منظمة الاغذية والزراعة
الدولية ” FAO ” وخدمة في وزارة الزراعة زادت عن 25 عاما اضافة الى ممارسته العمل الزراعي
في بلدته الزراعية ديرعلا
يقول المهندس الحوارات “على الرغم من التوجيهات والرسائل الملكية للحكومات بدعم القطاع
الزراعي كصمام للامن الغذائي خاصة في ظل ازمة كورونا , فان الحكومات لم تلتقط هذه التوجيهات بما يتوافق مع الرؤية الملكية الا بشكل
ترقيعي وباسلوب الفزعة والضجيج الاعلامي بدون طرح حلول جذرية “