كورونا عدّل شيفرته التكوينية وصار أشد عدوانية

108

الأردن اليوم _ بكين

بعد جرعة من التفاؤل بسبب تراجع عدد الإصابات الصينية بكورونا، عاد التشاؤم ليخيم على المشهد الصحي العالمي، بعدما كشف باحثون في الصين وجود سلالتين مختلفتين من فيروس كوفيد – 19، أو كورونا المستجد، أحدهما “أكثر عدوانية”، ما يعني أن الفيروس حوّر نفسه مرة واحدة في أقل تقدير حتى الآن، ليثير بذلك مخاوف بشأن زيادة عدد المصابين حول العالم.

في دراسة نُشرت الثلاثاء، وجد باحثون في كلية علوم الحياة بجامعة بكين ومعهد باستور في شنغهاي، أن هناك نوعًا أكثر عدوانية من الفيروس، وقد عثر عليه في 70 بالمئة تقريبًا من السلالات التي تم تحليلها، في حين تم ربط 30 بالمئة منها بالنوع الأقل العدوانية.

قسم الباحثون السلالتين إلى “S” و”L”: تعد السلالة “S” الأقدم والأقل عدوى، في حين أن السلالة “L” التي ظهرت لاحقًا، تنتشر بسرعة وتشكل حاليًا نحو 70 بالمئة من الحالات.

سلالة عدوانية

أظهر التحليل الوراثي لرجل في الولايات المتحدة أثبتت إصابته في 21 يناير، أنه من الممكن إصابة شخص بكلا النوعين، بحسب ما نقله موقع “سكاي نيوز عربية” عن صحيفة “تليغراف” البريطانية.

كما اكتشف الباحثون أن السلالة الأكثر عدوانية هي التي كانت سائدة في المراحل المبكرة من تفشي المرض بمدينة ووهان الصينية في أواخر العام المضي، إلا أن تكرار هذه السلالة في حالات الإصابة تراجع منذ أوائل يناير، وفقًا لـ “سي إن بي سي”.

شدد الباحثون على أن هذه النتائج تدعم الحاجة الملحة إلى المزيد من الدراسات الفورية والشاملة التي تجمع بين البيانات الجينية والوبائية، وسجلات الأعراض السريرية للمرضى المصابين بفيروس كورونا.

وحذروا من أن البيانات التي تم فحصها في الدراسة لا تزال “محدودة للغاية”، مؤكدين الحاجة إلى إجراء دراسات لمتابعة مجموعة أكبر من البيانات، للحصول على “فهم أفضل” لتطور الفيروس.

دائم أم موسمي؟

إلى ذلك، حذر علماء وأطباء الثلثاء من أن فيروس كورونا المستجد قد يصبح “دائمًا” أو “موسميًا”، أي أنه لن يختفي على الإطلاق.

في ظل خشية العالم من خروج الفيروس عن السيطرة في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وغيرها، ساد اعتقاد بأنه موجة عدوى عابرة سرعان ما ستنتهي خلال أشهر أو حتى أسابيع… لكن خبراء نبهوا إلى أنه “قد لا ينتهي”، بل يمكن أن يتحول إلى “مرض دائم” مثل نزلات البرد والإنفلونزا.

ونقلت تقارير عن الدكتور أميش أدالجا، خبير الأمراض بجامعة جون هوبكينز الأميركية في بالتيمور، ترجيحه أن بيقى فيروس كورونا لبعض الوقت. وقال لموقع “بزنس إنسايدر”: “إنه مرض مزمن للبشر ولن ينتهي من دون اكتشاف لقاح له”.

والجدير ذكره أن فيروس كورونا المستجد وصل إلى مرحلة تُعرف باسم “الاكتفاء الذاتي”، أي بإمكانه الانتقال إلى أي شخص من دون اتصاله بمصدر أصلي.

لقاح في الأفق

من ناحية أخرى، أعلنت “فايزر” المصنعة للعقاقير الطبية الاثنين أنها حددت بعض المركبات المضادة للفيروسات التي طورتها الشركة، يمكن أن تثبط كورونا، وإنها تتواصل مع طرف ثالث لفحص المركبات.

وتأمل “فايزر” أن تحصل على نتائج الفحص بنهاية مارس الجاري، ومعرفة ما إذا كان أي من المركبات ينجح، وإنها تأمل في اختبارات المركبات بحلول نهاية العام.

وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إن التوصل إلى علاج لفيروس كورونا قد يحدث على مرحلتين، لافتًا إلى أن اللقاح ربما لا يتوافر حتى نهاية العام، لكن العلاج لتخفيف آلام الأشخاص الذين يلتقطون الفيروس قد يصبح متوفرًا بحلول الصيف أو بداية الخريف

اترك رد