دائرة الآثار العامة ، محاضرة بلغة الإشارة عن المواقع الأثرية بالأردن

50

نظمت دائرة الآثار العامة في مقرها، اليوم الثلاثاء، محاضرة متخصصة بلغة الإشارة تحت عنوان “المواقع الأثرية في الأردن”، وذلك ضمن مبادرة “أنا أستطيع” التي تهدف الى تعريف الصم على أهم المواقع الأثرية في الأردن، بحضور وزير السياحة والآثار مكرم القيسي.

وقال القيسي، إن رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة من المسؤوليات الاجتماعية المهمة التي تقع على عاتق المجتمع بأكمله، لافتاً الى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ديدنه رعاية هذه الفئات والاهتمام بها، من خلال توجيهاته المستمرة ورؤيته الإنسانية في تمكينهم وإدماجهم بالمجتمع.

وبين، أن الوزارة ودائرة الآثار، عملتا على إعداد العديد من الخطط والبرامج التي تركز على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من زيارة المواقع السياحية والأثرية، وتوفير فرص متساوية لهم للإندماج بالمجتمع والمشاركة بالتنمية الاقتصادية والثقافية.

وأكد، خلال المحاضرة التي تأتي ضمن احتفالات دائرة الآثار العامة بمئويتها الأولى، أن الأردن شهد إنجازات مهمة في هذا المجال خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد.

وبين القيسي، أهمية توفير الدعم اللازم للصم بشكل خاص والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام للاحتفاظ بتراثهم الثقافي وتعريفهم بثقافة المجتمع وتراثه وتاريخه وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، وتمكينهم من زيارة المواقع الأثرية والمتاحف، وتوفير وسائل الاتصال اللازمة لهم للحصول على المعلومات عن هذه المواقع والآثار.

وقال “ايماناً من وزارة السياحة بضرورة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة مع المجتمع، وتمكينهم من زيارة المناطق السياحية والأثرية، تم في الفترات الماضية تسيير رحلات مجانية لهذه الفئات إلى المواقع السياحية والأثرية عبر برنامج أردننا جنة المدعوم من الوزارة وهيئة تنشيط السياحة”، مضيفا أنه بحسب نظام رسوم الدخول إلى المواقع الأثرية والمتاحف، تم إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من هذه الرسوم.

وأشار، إلى الاجتماع الذي عقدته وزارة السياحة والآثار مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي جرى خلاله الاتفاق على العمل في مجال السياحة الدامجة ضمن أربعة محاور هي: محور التشريعات والذي سيجرى العمل من خلاله على إشراك المجلس بمراجعة التشريعات الخاصة بتعديل مواد في قانون الآثار لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقال القيسي، “فيما يخص المحور الثاني سُيجرى العمل من خلاله على استخدام تطبيقات التكنولوجيا في المواقع الأثرية بحيث تشمل هذه المرحلة تجهيز المحتوى على محركات البحث، إضافة الى إدخال اللغات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة على منصات الوزارة ودائرة الآثار وهيئة تنشيط السياحة، وكذلك على تطبيق الدليل الإلكتروني”.

وفيما يتعلق بمحور التدريب، بين القيسي، أنه تم الاتفاق على إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بالبرامج التدريبية للوزارة مثل برامج أدلاء السياح “دليل بلغة الإشارة”، وبرامج العمل في الفنادق والمطاعم، حيث ستقوم الوزارة بتغطية التكلفة على مشاركة هذه الفئات بهذه البرامج، أما المحور الرابع فسيجرى العمل من خلاله على تجهيز المواقع لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث بدأت الوزارة بموقع جرش الأثري، وستنطلق خطتها لتشمل تجهيز المواقع كافة بالفترة المقبلة.

من جهته، أكد مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، ضرورة التعريف بأهمية التراث الثقافي والانتماء للتراث والتاريخ والحضارة وتعزيز الهوية الوطنية.

ولفت إلى دور الهاشميين في رعاية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مبيناً ضرورة العمل على دمجهم بشكل عام، والصم بشكل خاص مع المجتمع، وإشراكهم في مجالات الحياة المختلفة.

وأشار بلعاوي، الى أن هذه المبادرة جاءت ضمن المبادرات التي تنفذها الدائرة في رؤيتها الاستراتيجية، والتي تركز خلالها على إيلاء الأشخاص ذوي الإعاقة (الصم) الاهتمام، والمساهمة في دمجهم بالمجتمع وأنشطته المختلفة، وتعريفهم بالمواقع الأثرية في المملكة، ورفع الوعي بأهمية التراث الثقافي والمحافظة عليه.

وأكد السعي الحثيث لوزارة السياحة ودائرة الآثار، لتأهيل المواقع الأثرية والسياحية، وتزويدها بالوسائل والمرافق التي تيسر زيارة ذوي الإعاقة كالممرات الخاصة والمرافق الخدمية والوسائل التعليمية.

وحضر المحاضرة التي ألقتها الموظفة بمديرية الدراسات والنشر بالدائرة رولا الطريفي، مستشار الوزير هشام العبادي، ونائب مدير إدارة الشرطة السياحية العقيد سامر النجار، وعدد من المدارس والجمعيات الخاصة بالصم، حيث تم في نهاية المحاضرة تقديم الهدايا الرمزية للطلبة المشاركين.

وستكون الفئة المستهدفة في مبادرة “أنا استطيع” التي جاءت بفكرة من الموظفة في مديرية الدراسات والنشر بدائرة الآثار العامة هدى قاسم، طلاب المدارس من الصف العاشر والأول ثانوي والثاني ثانوي.

وتشتمل المبادرة على تنظيم المحاضرات والعروض التقديمية للصم، والقيام برحلات إلى المواقع الأثرية وعدد من المتاحف لتعريفهم بتاريخ الأردن وحضارته، وزيارة دائرة الآثار العامة للاطلاع على عملها وزيارة مكتبتها، وتنظيم العديد من النشاطات المنهجية واللامنهجية التي تخص قطاع الآثار.

كما تتضمن المبادرة، العمل على تحفيز وتعزيز دور الصم وإشراكهم، من خلال تشجيعهم على النشر في نشرة آثارنا التي تصدر عن دائرة الآثار العامة، وهي تتناول مواضيع التراث الثقافي ونشر الوعي والتعرف على المواقع الأثرية في الأردن، حيث تحصل أفضل التقارير على جوائز تحفيزية وتشجيعية.

اترك رد